وقيل : إن أصل «من»
الاستغراقية في الأصل : ابتدائية ، أي : ما جاءني من أحد ، إلى ما لا يتناهى ؛
وقد تجيء
للتعليل ، نحو : لم آتك من سوء أدبك ، أي من أجله ، وكأنها ابتدائية ، لأنّ ترك
الإتيان ، حصل من سوء الأدب ؛
وتكون «من»
مضمومة الميم ، ومكسورتها ، بمعنى تاء القسم ، ولا تدخل إذن ، إلا على لفظ «الرّبّ»
كاختصاص التاء بالله ، وشذ دخول كل واحدة منهما على معمول الأخرى ، نحو : تربّي ، و
: من الله ، وهي حرف جرّ عند سيبويه ، جاز ضم ميمه في القسم خاصة ، وقيل :
المكسورة الميم ، مقصورة من يمين ، والمضمومتها مقصورة من أيمن ؛
وتكون «من» في
الظروف بمعنى «في» كما تقدم ؛ وتختص «من» بجرّ : قبل ، وبعد ، وعند ، ولدى ، ومع ؛
يقال جئت من معه أي من عنده ، وكذا «بله» نحو : فمن بله أن يأتي بالصخرة ، وقد
ذكرنا ذلك في أسماء الأفعال [١] ؛