حرف جر وقد حذف
الفاعل وأقيم الجار مقامه ، فلا يصح الاستدلال بالبيت على أن الكاف اسم ؛
وقوله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ
الْمُرْسَلِينَ)[٢] ، يجوز أن يستدلّ به على ما ذهب إليه المصنف ؛ ويجوز أن
يقال : إن ضمير : «جاء» للقرآن ، وقوله : من نبأ ، حال ؛
والدليل على
زيادة «من» الاستغراقية : دخولها على ما لا توصّل الفعل إليه ، أعني الفاعل ، في
نحو : ما جاءني من أحد ؛ فعند سيبويه : لا تزاد «من» إلا استغراقية ، وعند
الكوفيين والأخفش ، تزاد غير استغراقية كما في الموجب ؛ وفائدة «من» الاستغراقية :
ما ذكرنا في باب «لا» التبرئة [٣] ، أعني التنصيص على كون النكرة مستغرقة للجنس ، إذ
لولاها لاحتمل احتمالا مرجوحا أن يكون معنى ما جاءني رجل : ما جاءني رجل واحد بل
جاءني رجلان أو أكثر ، فهي ، إذن ، لتأكيد ما استفيد من النكرة في غير الموجب من
الاستغراق ، وذلك أن النكرة كانت في الظاهر للاستغراق ، لكنها كانت تحتمل غير ذلك
؛ وليس كذا : زيادة الباء في نحو : ألقى بيده ، فإنها ليست للتنصيص على أحد
المحتملين ؛
[١] من قصيدة الأعشى
، ميمون بن قيس ، التي تعد إحدى المعلقات والتي أولها :