وإذا علم
المتعجّب منه جاز حذفه ، نحو : لقيت زيدا وما أحسن ، قال تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)[١] ، فلفظ «بهم» إنما جاز حذفه عند الفراء لكونه مفعولا ،
وأما عند سيبويه فإنه وإن كان فاعلا والفاعل لا يجوز حذفه إلّا أنه بملازمته للجرّ
، وبكون الفعل قبله ، في صورة ما فاعله مضمر والجار والمجرور بعده مفعوله [٢] ، أشبه الفضلة فجاز حذفه ، اكتفاء بما تقدم ، فإن لم
يلزمه [٣] الجر ، كما في : ما جاءني من رجل ، وكفى بزيد ، لم يجز حذفه ،
ولا يؤتى لفعلي
التعجب ، ولا لأفعل التفضيل بمفعول مطلق ، خلافا لمن أجاز لك ، لأنها ، لجمودها
صارت كنعم وبئس ، مما لا مصدر له ؛
ولا يجوز العطف
على الضمير المستتر في : ما أحسن زيدا ، ولا في : أحسن بزيد ، ولا سائر التوابع ،
ولا الاخبار عنه بالذي أو باللام ، لأنه انمحى عنه معنى الفاعلية كما قدمنا ، بل
معناه الآن ، أيّ حسن حسن زيد ؛ فلو جيء بتوابعه ، أو أخبر عنه ، لاعتبر بعد
انمحائه ، وأجاز ذلك قوم بعد المنصوب ، وأمّا قبله فلا ، لما تقدم أنه لا يفصل إلا
بالظرف ؛