مرّ في باب التنازع [١] ، وعلى مذهب الأخفش ، وهو ما حكى عنه أبو علي في كتاب
الشعر [٢] ، قال : جوّز أبو الحسن [٣] حذف الفاعل خلافا لسيبويه مستشهدا بمثل قوله تعالى :
«أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ[٤] ...» فليس ما ذكره المصنف بحدّ تامّ ، إلّا أن يقال [٥] : هو ما غيّر عن صيغته لأجل حذف فاعله ؛
قوله : «فإن
كان ماضيا ضمّ أوله وكسر ما قبل آخره» ، هذا عامّ في كل ماض ، سواء كان ثلاثيا
مجردا كضرب ، أو مزيدا فيه ، كأكرم واستخرج ، أو رباعيا مجردا ، كدحرج ، أو مزيدا
فيه ، كتدحرج ؛
وإنما غيّرت
صيغة الفعل بعد حذف الفاعل ، إذ لو لم تغيّر ، لالتبس المفعول المرفوع لقيامه مقام
الفاعل ، بالفاعل ؛ وإنما اختير للمبنى للمفعول هذا الوزن الثقيل ، دون المبنى
للفاعل ، لكونه أقل استعمالا منه ؛
وإنما غيّر
الثلاثي إلى وزن فعل ، دون سائر الأوزان ، لكون معناه غريبا في الأفعال ، إذ الفعل
من ضرورة معناه : ما يقوم به ، [٦] فلما حذف منه ذاك ، خيف أن يلحق في أول وهلة النظر بقسم
الأسماء ، فجعل على وزن لا يكون في الأسماء ، ولو كسر الأول وضمّ الثاني ، لحصل
هذا الغرض ، الّا أن الخروج من الكسرة إلى الضمة أثقل من العكس ، لأن الأول طلب
ثقل بعد خفة بخلاف الثاني ، ثم حمل غير الثلاثي عليه في ضم الأول وكسر ما قبل
الآخر ؛