وذلك لأن كلم
الشرط لم تل ، إذن : تلك النواسخ في الحقيقة ؛
وكذا ، جاز كون
المعمول الثاني لهذه النواسخ جملة مصدّرة بكلم الشرط ، نحو : كان زيد من يضربه
أضربه ، ولو قدّمت ههنا الجزء الثاني على الأول فقلت : كان من يضربه أضربه زيد ،
لم يجز ، لأنه ولي أداة الشرط : المؤثر في الجملة [٢] ؛ وأمّا قولك : علمت أيّهم زيد ، وعلمت أزيد في الدار
أم عمرو ، فقد ذكرنا الاعتذار عنه في باب المبتدأ [٣] ؛
واعلم أن
الجزاء يحذف عند قيام القرينة ، يقال : إن أتيتني أكرمك ، فتقول : وأنا إن أتيتني
، وكذا في «لو» ، قال الله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ
قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ)[٤] .. الآية ؛
وإذا حذف جواب
أداة الشرط الجازمة ، فالواجب في الاختيار ألّا ينجزم الشرط ، بل يكون ماضيا لفظا
أو معنى ، نحو : إن لم أفعل ، لئلّا [٥] تعمل الأداة في الشرط ، كما لم تعمل في الجزاء ؛
قوله : «فإن
كانا مضارعين ، أو الأول» ، يعني أو كان الأول مضارعا والثاني غير مضارع ، نحو :
إن تزرني زرتك ، أو : فأنت مكرم ، فإن كانا مضارعين فهما مجزومان لا غير ، وأمّا
قوله :