درّ زيد رجلا ، فرجل ، هو زيد ، لا غير ، ونعني بما انتصب عنه التمييز :
الاسم الذي أقيم مقام التمييز ، حتى بقي التمييز بسبب قيام ذلك الاسم مقامه فضلة ،
كزيد ، في : طاب زيد نفسا ، فإن الأصل : طاب نفس زيد ، وكالأرض في
قوله تعالى : (وَفَجَّرْنَا
الْأَرْضَ عُيُوناً)[١] ، فان أصله : فجرنا عيون الأرض ، وكذا كفى زيد رجلا ،
كان في الأصل : كفى رجل هو زيد ؛
وإمّا أن يصلح
أن يكون نفسه ، ومتعلّقه ، نحو : طاب زيد أبا ، يجوز أن تريد ب «أبا» ، نفس زيد [٢] ، وأن تريد به : أباه ؛
وإمّا ألّا
يصلح أن يكون نفسه ، بل يكون صفة نفسه لا غير ، نحو : طاب زيد علما ، وإمّا أن
يصلح أن يكون صفة نفسه وصفة متعلقه ، نحو : طاب زيد أبوّة ، يجوز أن يكون المعنى :
طاب أبوّته لغيره ، أو طاب أبوّة أبيه ، وإمّا ألّا يصلح أن يكون نفسه ، ولا صفة
نفسه ، بل يكون متعلّقا له لا غير نحو : طاب زيد دارا ؛
والقسمة
الحاصرة ههنا أن تقول : إمّا أن يصلح أن يكون نفس ما انتصب عنه أو ، لا ، والأول
إمّا أن يصلح أن يكون نفس متعلقه أيضا ، كطاب زيد أبا ، أو لا يصلح ، نحو : كفى
زيد رجلا ،
والثاني : امّا
أن يصلح أن يكون صفة نفسه أو ، لا ، والأول [٣] ، امّا أن يصلح أن يكون صفة متعلقه أيضا ، كطاب زيد
أبوّة أو ، لا ، نحو : طاب زيد علما ، والثاني نحو : طاب زيد دارا ؛
وإذا قصدنا أن
نصرّح بالذات المقدرة ههنا [٤] ، قلنا في كفى زيد رجلا : كفى شيء زيد رجلا ، وفي طاب
زيد نفسا : طاب شيء زيد نفسا أو علما أو دارا ، فالذات المقدرة