وأمّا قولهم في
حسنون وجها ، حسنو وجه ، فليس من هذا الصنف ، لأن التمييز فيه عن نسبة ، وكلامنا
في التمييز عن المفرد ، وكذا قولهم ممتلئ ماء ، وممتلئان ماء ، وملآن ماء ، و: «أنا
أكثر منك مالا» ، ليس [١] مما انتصب فيه التمييز عن التنوين الظاهر أو المقدّر
وعن نون التثنية ، كما ظنّ بعضهم ، بل التمييز فيه عن النسبة ، كما في : امتلأ
الاناء ماء ، فهو ، إذن ، عن شبه تمام الكلام ؛
وأمّا الاضافة
، فإنما امتنعت الاضافة معها ، لأن الإضافة مع وجود المضاف إليه محال ، إذ لا يضاف
اسم إلى اسمين بلا حرف عطف ، فإن أضفت مع حذف المضاف إليه ، كما تقول في : عندي
مثل زيد رجلا : مثل رجل ، فسد المعنى ، لأنك تريد : عندي رجل ، ولا تريد : عندي
شيء مثل رجل ، وكذا لو قلت في : عندي ملؤه عسلا ، : ملء عسل ، لأن الملء هو قدر ما يملأ ، ولا معنى لقولك :
قدر ما يملأ العسل ؛
قوله : «وعن
غير مقدار» ، قد ذكرنا ، لم كان الجرّ فيه أكثر ؛
[تمييز النسبة]
[قال
ابن الحاجب :]
«والثاني عن
نسبة في جملة ، أو ما ضاهاها ، نحو : طاب»
«زيد نفسا وزيد
طيّب أبا وأبوّة ، ودارا ، وعلما ؛ أو في»
«اضافة ، مثل
يعجبني طيبه أبا وأبوة ، ودارا وعلما ، ولله درّه»
«فارسا» ؛
[١] توضيح لما فهم من
قوله : وكذا قولهم ممتلىء ماء .. الخ ،