«قد» ظاهرة أو مقدرة ؛ والأولى أنه شرط لا حال ، أي : ان قام أو قعد ، كما
يجيئ في حروف العطف ، ولو كان حالا لسمع معه «قد» أو الواو ، كما في غيره من
الماضي الواقع حالا ؛
وإذا كان
الماضي بعد «إلّا» ، فاكتفاؤه بالضمير من دون الواو ، وقد : أكثر ، نحو : ما لقيته
الّا أكرمني ، لأن دخول «الّا» في الأغلب الأكثر على الأسماء ، فهو بتأويل : الّا
مكرما لي ، فصار كالمضارع المثبت ، وقد يجيئ مع الواو ، وقد ، نحو قولك : ما لقيته
إلا وقد أكرمني ، ومع الواو وحدها نحو : ما لقيته إلا وأكرمني ؛ لأن الواو مع «الّا»
تدخل في حيّز المبتدأ فكيف الحال؟ ، كما تقدم ؛ ومثاله : ما رجل إلا وله نفس
أمّارة ؛ ولم يسمع فيه «قد» من دون الواو ، نحو : ما لقيته إلا قد أكرمني ؛
وفي غير هذا
الموضع [١] ينظر ، فإن كان مع الماضي المثبت ضمير ، فثبوت «قد» معه
، أكثر من تركها ، وقد جاء ذلك أيضا نحو قوله تعالى : (أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ)[٢] ، قالوا ان «قد» فيه مقدرة ؛ واجتماع الواو وقد ، حينئذ ، أكثر من انفراد
أحدهما ، وانفراد «قد» أكثر من انفراد الواو ؛ فنحو : جاءني زيد وقد خرج أبوه ،
أكثر ، ثمّ : قد خرج أبوه ، ثم : وخرج أبوه ، فان لم يكن معه ضمير ، فالواو مع «قد»
لا بدّ منهما ، كقوله :
ولا يقال :
جاءني زيد ، قد خرج عمرو ، ولا جاءني زيد [٤] وخرج عمرو ،
وأجاز
الأندلسيّ على ضعف ، دخول «قد» في الماضي المنفي بما ، نحو : ما قد ضرب أبوه ، وليس
بوجه ، لعدم السماع ، والقياس ، أيضا لكون «قد» لتحقق الوقوع ، و «ما» لنفيه ؛
[٤] أي لا يقال ذلك
على جعل الجملة الثانية حالا ، وإن كان جائزا على أن تكون الثانية من عطف الجمل ،
وهذا بالنسبة للمثال الثاني ، أما الأول فهو موضع نظر ؛