اعلم أنه لا
يستتر من المضمرات إلا المرفوع ، لأن المنصوب والمجرور فضلة لأنهما مفعولان ،
والمرفوع فاعل ، وهو كجزء الفعل ، فجوّزوا في باب الضمائر المتصلة التي وضعها
للاختصار : استتار الفاعل ، لأن الفاعل ، وخاصة الضمير المتصل ، كجزء الفعل ،
فاكتفوا بلفظ الفعل عنه ، كما يحذف في آخر الكلمة المشتهرة شيء ، ويكون فيما بقي
دليل على ما ألقي كما مضى في الترخيم ؛
وعلة استتاره
فيما يستتر فيه قد مضت [١] ؛ ولا يظهر ، أصلا ، الضمير المتصل في غائب الماضي
وغائبته ، وفي المضارع في : أفعل ، ونفعل ، ويفعل وتفعل مخاطبا وغائبة ، وافعل ،
وفي جميع الصفات وأسماء الأفعال والظروف ، وفي خمسة منها لا يظهر الفاعل ، لا
ظاهرا ولا مضمرا ، وهي : أفعل ، ونفعل ، وتفعل مخاطبا ، وافعل ، أمرا ، واسم فعل
الأمر مطلقا ، ، أي في الواحد والمثنى والمجموع ، وما يظهر في نحو : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)[٢] ، تأكيد للمستتر ، لا فاعل ، بدليل أنك لا تقول ، : لا
أفعل إلا أنا ، ولا تفعل إلا أنت ،
وفي : فعل ، وفعلت ، ويفعل ، ، وتفعل للغائبة ، ، يظهر الفاعل المظهر
والضمير المنفصل ، نحو : رب زيد ، وما ضرب إلا هو ، وتضرب هند ، ، وما يضرب إلا هي
، وكذا في