اعلم أنك لو
أردت الجمع بين ألفاظ التوكيد المعنوي ، قدمت النفس ثم العين ، ثم الكلّ ثم أجمعين
، ثم أخواته من أكتعين إلى أبصعين ؛
أمّا تقديم
النفس والعين على الكل ، فلأن الإحاطة صفة للنفس ومعنى فيها ، فتقديم النفس على
صفتها أولى ، وأمّا تقديم النفس على العين فلأن النفس ، لفظ موضوع لماهيتها حقيقة
، ولفظ العين مستعار لها مجازا من الجارحة المخصوصة ، كالوجه في قوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)[٢] أي ذاته ؛
وأمّا تقديم
الكل على أجمع فلكونه جامدا واتباع المشتق للجامد أولى ، ولا سيّما إذا كان المشتق
على وزن الصفة ، وهو أفعل ، وأيضا ، ان «كلّا» قد يقع مبتدأ دون أجمع فانه لا يقع
إلا تأكيدا ؛