فإن قيل : هلّا
جاز أن يكون معنى الابتداء ، على مذهب سيبويه ، أي أن «طلل» مرتفع بالابتداء ، هو
العامل في الحال أيضا ، فيتحد عامل الحال وصاحبها.
قلت : ليس
المعنى على أن الابتداء بلفظ «طلل» للإسناد إليه ، مقيّد بكونه موحشا ، فكيف يعمل
في الحال ما ليس مقيّدا به؟.
واعلم أنه يجوز
حذف ذي الحال ، مع قيام الدليل ، نحو : الذي ضربت مجرّدا : زيد ؛ أي : ضربته [١].
[تقدم الحال]
[على العامل وعلى الصاحب]
[قال
ابن الحاجب :]
«ولا يتقدم على
العامل المعنوي ، بخلاف الظرف ، ولا على»
«المجرور في
الأصح».
[قال
الرضى :]
قد عرفت قبل ،
العامل المعنوي ، وأنّ الظرف منه ، وكذا الجار والمجرور ، فعلى ما قال المصنف ،
ينبغي ألّا يتقدم الحال على الظرف وشبهه ؛ وفي هذا خلاف ؛ فسيبويه ، لا يجيزه أصلا
، نظرا إلى ضعف الظرف ، وأجازه الأخفش بشرط تقدم المبتدأ على الحال ، نحو : زيد
قائما في الدار ، وذلك بناء على مذهبه من قوة الظرف ، حتى جاز أن يعمل عنده بلا
اعتماد ، في الظاهر [٢] ، في نحو : في الدار زيد ، كما تقدم في المبتدأ ؛ [٣] فأما مع تأخر المبتدأ فإنه وافق سيبويه في المنع ، فلا
يجوز : قائما زيد في الدار ، ولا : قائما