و: قلّما جاءني
رجل راكبا ، أو نهي أو استفهام ، وذلك لأنه يصير المنكّر مع سبق هذه الأشياء
مستغرقا فلا يبقى فيه إبهام ، كما ذكرنا في باب المبتدأ ؛ أو كان الوصف به على
خلاف الأصل نحو قولهم : جاءني رجال مثنى وثلاث ، لأن المقصود تقسيمهم على هذين
العددين في حال المجيئ ، والوصف لا يفيد هذه الفائدة ؛ أو كانت [٢] معرفة مشاركة لتلك النكرة في الحال ، نحو : جاءني رجل
وزيد راكبين ؛ أو تقدمه الحال ، نحو : جاءني راكبا رجل ، لأنه يؤمن ـ إذن ـ التباس
الحال بالوصف ، إذ الوصف لا يتقدم على الموصوف ، وأمّا إذا تأخر ، نحو : جاءني رجل
راكبا ، فقد يشتبه في حال انتصاب ذي الحال ، بالوصف ، نحو : رأيت رجلا راكبا ،
فطرد المنع رفعا وجرّا ؛ وأمّا استشهادهم لتقديم الحال على صاحبها المنكر بقوله :
فلا يستقيم ،
عند من شرط اتحاد عامل الحال وصاحبها ، إلّا على مذهب الأخفش ، من تجويز ارتفاع «زيد»
في نحو : في الدار زيد على أنه فاعل ؛ وأمّا عند سيبويه ، فيلزم كون الضمير في : «لميّة»
ذا الحال [٤].
ومن جوّز
اختلاف العامل في الحال وصاحبها ، وهو الحق ، إذ لا مانع ، جوّز كون «لميّة» ،
عاملا في الحال ، وكون «طلل» ذا حال ، مع ارتفاعه بالابتداء.
[١] من قصيدة قالها
اللعين المنقري ، واسمه منازل ، يمدح الزبرقان بن بدر أحد الصحابة ، وكان سيّدا في
قومه يتشرف كل أحد بالانتساب إليه ،
[٢] المعنى : أو كانت
في الكلام معرفة مشاركة ، أو نعتبر أن كان تامة ؛
[٣] قال البغدادي :
ان بعضهم نسب هذا البيت لذي الرمة ، ونسبه بعضهم لكثّير برواية : لعزة موحشا .. ثم
قال : إن المشهور في هذا الموضع الاستشهاد بقول الشاعر : (ولم ينسبه) :
لمية موحشا طلل
يلوح كأنه خلل ،
[٤] بناء على مذهبه من وجوب اتحاد العامل في الحال وصاحبها ؛