للمضاف إليه ، يصحح تعيّنه به أو تخصصه ، ولا سيما [١] إذا كان معنى الاستمرار في الفعل غير وضعي ؛ فإن وضعه
على الحدوث ؛
قال سيبويه [٢] : تقول : مررت بعبد الله ضاربك ، كما تقول مررت بعبد
الله صاحبك ، أي : المعروف بضربك ، كما تقول : بزيد شبيهك ، أي المعروف بشبهك ،
فإذا قصدت هذا المعنى ، لم يعمل الفاعل [٣] في محلّ المجرور به نصبا ، كما في «صاحبك» ، وإن كان
أصله اسم فاعل من : صحب يصحب ، بل نقدره كأنه جامد ، قال تعالى : (حم ، تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ، غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ)[٤] ؛
ومثال اسم
المفعول المضاف إلى الأجنبيّ ، أي المنصوب قولك : زيد معطى الدار ، أي يعطى الدار
، وعمرو مكسوّ الجبّة ، أي يكسى الجبّة ؛ وحاله كحال اسم الفاعل المضاف إلى
المنصوب ، كما مرّ ؛
واعلم أن حال
المصدر بخلاف الصفة ، فإن إضافته إلى معموله محضة وذلك لنقصان مشابهته للفعل لفظا
ومعنى ، أمّا لفظا ، فلعدم موازنته ، وأمّا معنى فلأنه لا يقع موقع الفعل ولا يفيد
فائدته إلا مع ضميمة وهي «أن» [٥] ، بخلاف الصفة فإنها تؤدي معنى الفعل بلا ضميمة ، تقول
: أعجبني ضرب زيد عمرا ، أي : أن ضرب زيد عمرا ، وتقول : زيد ضارب عمرا ، أي :
يضرب عمرا ، فلقوة شبه الصفة ، لم يكن لها بدّ من مرفوع إمّا ظاهر أو مضمر ، بخلاف
المصدر كقوله تعالى : (أَوْ إِطْعَامٌ فِي
يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيمًا)[٦] ، فإنه مجرّد عن المرفوع ، وكقولك : أعجبني ضرب ، فإنه
مجرد عن المرفوع والمنصوب ، فلما
[١] يريد أن يقول إن
الأصل في الفعل وضعه على الحدوث وذلك مما يقوي دعوى أن إضافة المستمر محضة ،