فإضافتها ، أبدا ، لفظية ، وأمّا اسما الفاعل والمفعول ، فعملهما في مرفوع
هو سبب [١] ، جائز مطلقا ، سواء كانا بمعنى الماضي ، أو بمعنى
الحال ، أو بمعنى الاستقبال ؛ أو لم يكونا لأحد الأزمنة ، بل كانا للإطلاق المستفاد
منه الاستمرار ، نحو : زيد ضامر بطنه ، ومسود وجهه ، ومؤدّب خدّامه ؛ وذلك لأن
أدنى مشابهة للفعل تكفي في عمل الرفع ، لشدة اختصاص المرفوع بالفعل ، وخاصّة إذا
كان سببا ، ألا ترى إلى رفع الظرف ، والمنسوب في نحو : زيد في الدار أبوه ، على
مذهب أبي علي [٢] ، ونحو : مررت برجل مصريّ حماره ، وكذا برجل خزّ صفّة
سرجه [٣] ؛ وإذا كانا كذا [٤] ، فإضافتهما إلى سبب هو فاعلهما معنى : لفظية دائما من
حيث اللفظ ، وأمّا من حيث المعنى ، فلأن المضاف في الحقيقة نعت المضاف إليه ، ألا
ترى أنك إذا قلت : زيد قائم الغلام ، فالمعنى : له غلام قائم ، وكذا مؤدّب الخدّام
، وحسن الوجه ، والنعت هو المعيّن للموصوف والمخصّص له ، لا المتعيّن منه والمتخصص
، فلم يمكن تعيين هذه الثلاثة بما أضيفت إليه ، ولا تخصصها منه ، بخلاف : خاتم فضة
، وغلام زيد ، فإن المضاف إليه في الحقيقة ههنا : صفة للمضاف ، لأن المعنى : خاتم
من فضة وغلام لزيد ،
ويعمل ، أيضا ،
اسما الفاعل والمفعول : الرفع في غير السبب ، بمعنى الاطلاق ، كانا ، أو بمعنى أحد
الأزمنة الثلاثة ، نحو : مررت برجل نائم في داره عمرو ، ومضروب على بابه بكر ، لكن
لا يضافان إلى مثل هذا المرفوع ، إذ لا ضمير فيه يصح انتقاله إلى الصفة وارتفاعه
بها ، فيبقى بلا مرفوع في الظاهر ، ولا يجوز ذلك لقوة شبههما بالفعل ، كما سيجيء ؛
وكذا يعملان في الظرف ، والجار والمجرور مطلقا ، لأن الظرف يكفيه رائحة الفعل ،
نحو : مررت برجل ضارب أمس في الدار ، ومضروب أوّل من أمس
[١] المراد به الاسم
المرفوع المشتمل على ضمير يعود على الموصوف باسم الفاعل أو اسم المفعول ، ويطلق
عليه : السببيّ ،