وهو ضعيف من وجهين : أحدهما أن حذف خبر «ليس» قليل ، والثاني أن حذف المضاف
إليه وإبقاء المضاف على حاله قليل ؛
وقد يقال [٢] : ليس غير ، بالنصب ، على إبقاء المضاف على حاله بعد
حذف المضاف إليه ؛ وقد ينوّن «غير» ، على ما حكاه الأخفش في الحالين ، نحو : ليس
غير ، وليس غيرا ، كما ينوّن كل ، وبعض عوضا عن المضاف إليه ؛
وحكى الأخفش
ليس غيره وليس غيره ، وهذا ممّا يقوّي من مذهبه ، من كون : ليس غير بالضم : على
حذف الخبر ؛
ويجوز أن يقال
: حسن حذف خبر ليس ههنا وإن كان قليلا في غير هذا الموضع ، لكثرة استعماله في
الاستثناء ؛ والنصب على إضمار اسم ليس أي : ليس الجائي غيره ، وإذا أضيف «غير»
ظاهرا [٣] ، جاز عند الأخفش أن يأتي بعد «لم يكن» ، نحو : جاءني زيد لم يكن غيره ،
وغيره بالرفع والنصب ، على التفسيرين المذكورين ، قال : وتقول جئتني ليس غيرك
وغيرك ، ولم يكن غيرك وغيرك ؛
وأمّا «لا
سيّما» ، فليس من كلمات الاستثناء حقيقة ، بل المذكور بعده منبّه على أولويّته
بالحكم المتقدم ، وإنما عدّ من كلماته ، لأن ما بعده مخرج عمّا قبله من حيث
أولويّته بالحكم ؛
[١] في تأويل هذا
الشاهد أوجه وتأويلات أفاض فيها البغدادي وهو من أرجوزة للعجاج ؛