ومثله عند
البصريين شاذ ، لا يجيئ إلا في ضرورة الشعر ؛
وزعم الأخفش أن
«سواء» إذا أخرجوه عن الظرفية ، أيضا ، نصبوه ، استنكارا لرفعه فيقولون جاءني
سواءك وفي الدار سواءك ؛ ومثل هذا في استنكار الرفع فيما غلب انتصابه على الظرفية
قوله تعالى : (وَمِنَّا دُونَ
ذَٰلِكَ)[٢] ، و: (قَد تَّقَطَّعَ
بَيْنَكُمْ)[٣] ؛ وتقول :
واعلم أن
المستثنى قد يحذف من «الا» و «غير» الكائنين بعد «ليس» فقط ، كما يحذف ما أضيف
إليه «غير» الكائن بعد «لا» ، تقول : جاءني زيد ليس إلّا ، وليس غير ، بالضم ،
تشبيها لغير بالغايات حين حذف المضاف إليه ، كما يجيئ في الظروف المبنية ، و «غير»
خبر ليس ، أي : ليس الجائي غيره ، وقال الأخفش : يجوز أن يكون اسمه وقد حذف المضاف
إليه ، وأبقي المضاف على حاله ، كقوله :
[١] من قصيدة للأعشى
في مدح هوذة بن عليّ الحنفي ، ويروي : عن جلّ اليمامة أي عن معظم أهلها وقبله :
إلى هوذة الوهّاب أعملت مدحتي
أرجّي نوالا فاضلا من عطائكا
واستجاد البغدادي هذه القصيدة ، وقال
إنها تشبه اشعار المحدثين لسهولة ألفاظها ؛