أو بعده نحو : زيدا أنت محبوس عليه ، وزيدا ضاربه عمرو ، وكذا حرف
الاستفهام وحرف النفي ، نحو : أزيدا ضاربه العمران ، وما زيدا ضاربه البكران!
والّا لم ينصب ضمير الاسم المحدود ولا متعلقه لا لفظا ولا محلا ، فلا يجوز : زيدا
ضاربه العمران ، كما يجوز : زيدا يضربه العمران.
قوله : «مشتغل
عنه بضميره» أي مشتغل عن العمل في ذلك الاسم المتقدم بالعمل في الضمير الراجع إليه
، أي إنما لم يعمل في الاسم المتقدم بسبب العمل في ضميره ، ولو لا ذلك لعمل فيه ،
وهو احتراز عن نحو : زيدا ضربت ، فإنه ليس من هذا الباب ، لأن عامله ظاهر وهو
الفعل المؤخّر ، وعن نحو : زيد قام ، وزيد قائم ، أيضا ، لأن هذا الفعل وشبهه لا
يعمل الرفع فيما قبله حتى يقال إنه اشتغل عنه بضميره ، فظهر أن قوله بعد : لو سلط
عليه هو أو مناسبه لنصبه ، غير محتاج إليه ، مع قوله : مشتغل عنه ، لأن معناه كما
ذكرنا أنه لو لا الضمير لعمل في ذلك المتقدم ، والفعل لا يرفع ما قبله لما تقرر في
مظانّه [١] ، فلم يبق إلا النصب ، فمعنى مشتغل عنه بضميره : مشتغل
عن نصبه بضميره ، أي لو سلط عليه ولم يشتغل بضميره لنصبه ،.
قوله «أو
متعلّقه» أي مشتغل بضميره أو بما يتعلق به ذلك الضمير ، والتعلق يكون من وجوه
كثيرة نحو كونه مضافا إلى ذلك الضمير ، نحو : زيدا ضربت غلامه ، ومنه نحو : زيدا
ضربت عمرا وأخاه ، لأن الفعل مشتغل بذلك المضاف لكن بواسطة العطف ، أو موصوفا
بعامل ذلك الضمير أو موصولا له نحو : زيدا ضربت رجلا يحبه ، وزيدا ضربت الذي يحبه
، أو ما عطف عليه موصوف عامل الضمير أو موصوله نحو : زيدا لقيت عمرا ورجلا يضربه
وزيدا لقيت عمرا والذي يضربه ، وغير ذلك من التعلقات.