قوله : «الاسم
المجرد» ، لا يرد عليه نحو : تسمع بالمعيديّ لا أن تراه ، وقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ)[١] ، عند من قال : أأنذرتهم مبتدأ ، لتأويلهما بالاسم ، أي
سماعك بالمعيدي ، وسواء عليهم إنذارك وتركه.
ولو قال :
المبتدأ : الاسم المسند إليه ، لدخل فيه الفاعل ، ولو اقتصر على قوله : الاسم
المجرد عن العوامل اللفظية ، لدخل فيه الأسماء التي لا تركب مع عاملها ، نحو : واحد
، إثنان ، والخبر ، والمبتدأ الثاني ، فبقوله مسندا إليه خرجت الثلاثة.
قوله : «أو
الصفة الواقعة ... إلى آخره» هذا هو حد المبتدأ الثاني [٢].
والنحاة تكلفوا
إدخال هذا ، أيضا ، في حد المبتدأ الأول ، فقالوا إن خبره محذوف لسدّ فاعله مسدّ
الخبر ، وليس بشيء ، بل لم يكن لهذا المبتدأ أصلا من خبر ، حتى يحذف ويسدّ غيره
مسدّه ، ولو تكلفت له تقدير خبر لم يتأتّ ، إذ هو في المعنى كالفعل ، والفعل لا
خبر له ، فمن ثمّ ، تمّ بفاعله كلاما من بين جميع اسم الفاعل والمفعول والصفة
المشبهة ، ولهذا أيضا ، لا يصغّر ولا يوصف ولا يعرف ولا يثنى ولا يجمع إلا على لغة
أكلوني البراغيث.
ويعني بالصفة :
اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة ، قوله : «رافعة لظاهر» ، احتراز عن نحو :
أقائمان الزيدان ، و : أقائمون الزيدون ، فإنه خبر ، ويريد بالظاهر ما كان بارزا
غير مستكن ، سواء كان مظهرا ، نحو أقائم الزيدان ، أو مضمرا كقولك بعد ذكر الزيدين
: أقائم هما ، فإن قولك «هما» فاعل مع كونه مضمرا ،.