وَ كَانَ ابْنُهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ صَبِيّاً صَغِيراً فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْحُسَيْنِ ع مَا كَانَ تَوَلَّى ابْنُهُ قَتْلَهُ[1].
و من ذلك
قَوْلُهُ لِطَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرِ لَمَّا اسْتَأْذَنَاه فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْعُمْرَةِ لَا وَ اللَّهِ مَا يُرِيدَانِ الْعُمْرَةَ[2] إِنَّمَا يُرِيدَانِ الْبَصْرَةَ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيَرُدُّ كَيْدَهُمَا وَ يُظْفِرُنِي بِهِمَا[3] وَ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا قَالَ.
وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ ع وَ قَدْ جَلَسَ لِأَخْذِ الْبَيْعَةِ يَأْتِيكُمْ مِنْ قِبَلِ الْكُوفَةِ أَلْفُ رَجُلٍ لَا يَزِيدُونَ وَاحِداً وَ لَا يَنْقُصُونَ وَاحِداً يُبَايِعُونِّي عَلَى الْمَوْتِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَجَزِعْتُ لِذَلِكَ وَ خَشِيتُ[4] أَنْ يَنْقُصَ الْقَوْمُ عَنِ الْعَدَدِ أَوْ يَزِيدُوا[5] عَلَيْهِ فَلَمْ أَزَلْ مَهْمُوماً فَجَعَلْتُ أُحْصِيهِمْ فَاسْتَوْفَيْتُ تِسْعَ مِائَةٍ وَ تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ رَجُلًا ثُمَّ انْقَطَعَ مَجِيءُ الْقَوْمِ فَبَيْنَا أَنَا مُفَكِّرٌ فِي ذَلِكَ إِذْ رَأَيْتُ شَخْصاً قَدْ أَقْبَلَ فَإِذَا هُوَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ تَمَامُ الْعَدَدِ[6].
وَ مِنْ ذَلِكَ إِخْبَارُهُ بِقَتْلِ ذِي الثُّدَيَّةِ مِنَ الْخَوَارِجِ فَلَمَّا قُتِلُوا جَعَلَ يَطْلُبُهُ فِي الْقَتْلَى وَ يَقُولُ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ حَتَّى وَجَدَهُ فِي الْقَوْمِ فَشَقَّ قَمِيصَهُ وَ كَانَ عَلَى كَتِفِهِ سِلْعَةٌ[7] كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ إِذَا جُذِبَتِ انْجَذَبَتْ كَتِفُهُ مَعَهَا وَ إِذَا تُرِكَتْ رَجَعَتْ كَتِفُهُ إِلَى مَوْضِعِهَا.
[1]- الإرشاد للمفيد/ 174+ شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد 10/ 14.
[2]- ليس في م.
[3]- الإرشاد للمفيد/ 131+ تذكرة الخواص ابن الجوزي/ 62.
[4]- م، ش و د: خفت.
[5]- ج و أ: يزيدون.
[6]- إرشاد المفيد/ 166.
[7]- السّلعة: ورم غليظ غير ملتزق باللّحم يتحرّك عند تحريكه، و له غلاف، و يقبل الزّيادة لأنّه خارج عن اللّحم.
و: زيادة تحدث في الجسم في العنق و غيره، تكون قدر الحمّصة أو أكبر.