نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 4 صفحه : 967
أن يدع لهم الطاغية ، وهي اللات ، لا يهدمها ثلاث سنين ، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عليهم ، فما برحوا يسألونه سنة سنة ، ويأبى عليهم ، حتى سألوا شهرا واحدا بعد مقدمهم ، فأبى عليهم أن يدعها شيئا مسمى ، وإنما يريدون بذلك فيما يظهرون أن يتسلموا بتركها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم ، ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها حتى يدخلهم الاسلام ، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فيهدماها ، وقد كانوا سألوه مع ترك الطاغية أن يعفيهم من الصلاة ، وأن لا يكسروا أوثانهم بأيديهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منه ، وأما الصلاة فإنه لا خير في دين لا صلاة فيه ، فقالوا : يا محمد ، فسنؤتيكها ، وإن كانت دناءة . فلما أسلموا وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابهم ، أمر عليهم عثمان بن أبي العاص ، وكان من أحدثهم سنا ، وذلك أنه كان أحرصهم على التفقه في الاسلام ، وتعلم القرآن ، فقال أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، إني قد رأيت هذا الغلام منهم من أحرصهم على التفقه في الاسلام ، وتعلم القرآن . قال ابن إسحاق : وحدثني عيسى بن عبد الله عن عطية بن سفيان بن ربيعة الثقفي ، عن بعض وفدهم ، قال : كان بلال يأتينا حين أسلمنا وصمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بقى من رمضان ، بفطرنا وسحورنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيأتينا بالسحور ، وإنا لنقول : إنا لنرى الفجر قد طلع ، فيقول : قد تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسحر ، لتأخير السحور ، ويأتينا بفطرنا ، وإنا لنقول : ما نرى الشمس ذهبت كلها بعد ، فيقول : ما جئتكم حتى أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يضع يده في الجفنة ، فيلتقم منها .
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 4 صفحه : 967