نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 308
قال : ونفر الناس من منى ، فتنطس القوم الخبر ، فوجدوه قد كان ، وخرجوا في طلب القوم ، فأدركوا سعد بن عبادة بأذاخر ، والمنذر بن عمرو ، أخا بني ساعدة ابن كعب بن الخزرج ، وكلاهما كان نقيبا ، فأما المنذر فأعجز القوم ، وأما سعد فأخذوه ، فربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله ، ثم أقبلوا به حتى أدخلوه مكة يضربونه ، ويجذبونه بجمته ، وكان ذا شعر كثير . قال سعد : فوالله إني لفي أيديهم إذ طلع عليهم نفر من قريش ، فيهم رجل وضئ أبيض ، شعشاع ، حلو من الرجال . قال : فقلت في نفسي : إن يك عند أحد من القوم خير فعند هذا ، قال : فلما دنا منى رفع يده فلكمني لكمة شديدة . قال : فقلت في نفسي : لا والله ما عندهم بعد هذا من خير . قال : فوالله إني لفي أيديهم يسحبونني إذ أوى لي رجل ممن كان معهم ، فقال : ويحك ! أما بينك وبين أحد من قريش جوار ولا عهد ؟ قال : قلت : بلى ، والله لقد كنت أجير لجبير بن مطعم بن عدي ابن نوفل بن عبد مناف تجاره ، وأمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي ، وللحارث ابن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، قال : ويحك ! فاهتف باسم الرجلين ، واذكر ما بينك وبينهما . قال : ففعلت ، وخرج ذلك الرجل إليهما ، فوجدهما في المسجد عند الكعبة ، فقال لهما : إن رجلا من الخزرج الآن يضرب بالأبطح ويهتف بكما ، ويذكر أن بينه وبينكما جوارا ، قالا : ومن هو ؟ قال : سعد بن عبادة ، قال : صدق والله ، إن كان ليجير لنا تجارنا ، ويمنعهم أن يظلموا ببلده . قال : فجاءا فخلصا سعدا من أيديهم ، فانطلق ، وكان الذي لكم سعدا سهيل بن عمرو ، أخو بنى عامر بن لؤي . قال ابن هشام : وكان الرجل الذي أوى إليه ، أبا البختري بن هشام . قال ابن إسحاق : وكان أول شعر قيل في الهجرة بيتين ، قالهما ضرار بن الخطاب بن مرداس أخو بنى محارب بن فهر [ فقال ] :
نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 2 صفحه : 308