نام کتاب : السيرة النبوية - ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده نویسنده : ابن هشام الحميري جلد : 1 صفحه : 89
وكان هاشم - فيما يزعمون - أول من سن الرحلتين لقريش : رحلتي الشتاء والصيف . وأول من أطعم الثريد بمكة ، وإنما كان اسمه عمرا ، فما سمى هاشما إلا بهشمه الخبز بمكة لقومه . فقال شاعر من قريش أو من بعض العرب : عمرو الذي هشم الثريد لقومه * قوم بمكة مسنتين عجاف سنت إليه الرحلتان كلاهما * سفر الشتاء ورحلة الأصياف قال ابن هشام : أنشدني بعض أهل العلم بالشعر من أهل الحجاز : * قوم بمكة مسنتين عجاف * قال ابن إسحاق : ثم هلك هاشم بن عبد مناف بغزة من أرض الشام تاجرا ، فولى السقاية والرفادة من بعده المطلب بن عبد مناف ، وكان أصغر من عبد شمس وهاشم ، وكان ذا شرف في قومه وفضل ، وكانت قريش إنما تسميه الفيض لسماحته وفضله . وكان هاشم بن عبد مناف قدم المدينة فتزوج سلمى بنت عمرو أحد بنى عدى بن النجار ، وكانت قبله عند أحيحة بن الجلاح بن الحريش - قال ابن هشام : ويقال : الحريس - ابن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس ، فولدت له عمرو بن أحيحة وكانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها حتى يشترطوا [1] لها أن أمرها بيدها ، إذا كرهت رجلا فارقته . فولدت لهاشم عبد المطلب ، فسمته شيبة ، فتركه هاشم عندها حتى كان وصيفا أو فوق ذلك ، ثم خرج إليه عمه المطلب لقبضه فيلحقه ببلده وقومه ، فقالت له سلمى : لست بمرسلته معك ، فقال لها المطلب ، إني غير منصرف حتى أخرج به معي ، إن ابن أخي قد بلغ ، وهو غريب في غير قومه ، ونحن أهل بيت شرف في قومنا ، نلي كثيرا من أمورهم ، وقومه وبلده وعشيرته خير له من الإقامة في غيرهم ، أو كما قال وقال شيبة لعمه المطلب - فيما يزعمون - : لست بمفارقها إلا أن