وَ يَوْمَ خَيْبَرَ يَوْمَ الرَّايَةِ، إِذْ أَخْرَجَهُ النَّبِيُّ، وَ هُوَ أَرْمَدُ بَعْدَ مَا انْهَزَمَ الْقَوْمِ دَفْعَةً بَعْدَ دَفْعَةٍ حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ [ص]: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ[1]، ثُمَّ وَصَفَهُ، فَقَالَ: كَرَّارٌ
[1].- انْظُرِ الْكَامِلَ فِي التَّارِيخِ: لِابْنِ الْأَثِيرِ ج 2 ص 219 ط بيروت وَ قَرِيبٌ مِنْهُ فِي تَارِيخِ الطَّبَرِيِّ ج 3 ص 12 ط مِصْرَ. وَ الْحَدِيثُ مُتَوَاتِرٌ وَ مَشْهُورٌ جِدّاً وَ قَدْ أَوْرَدَ الحَمَوِينِيُّ فِي فرائد. السمطين ج 1 ص 378: وَ سَمِعْتُهُ يَوْمَ خَيْبَرَ يَقُولُ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ. قَالَ: فَتَطَاوَلْنَا لَهَا، فَقَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيّاً. قَالَ: فَدَعَوْنَاهُ فَأَتَاهُ وَ بِهِ رَمَدٌ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَ دَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَ رَوَاهُ الْهَيْثَمِيُّ فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ج 9 ص 126: عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ قَتَلُوا أَخِى قَالَ: لَأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ فَيُمَكِّنُكَ مِنْ قَاتِلِ أَخِيكَ فَاسْتَشْرَفَ لِذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ فَعَقَدَ لَهُ اللِّوَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرْمَدُ كَمَا تَرَى وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ رَمِدٌ فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ فَمَا رَمِدَتْ بَعْدَ يَوْمِهِ فَمَضَى. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَ فِيهِ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاهِلِيُّ وَ لَمْ أَعْرِفْهُ، وَ بَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ. عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: حَدَّثَنِي عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَكَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَيْهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ هُوَ يَحْتَضِنُهَا وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَرْمَدَ مِنْ دُخَانِ الْحِصْنِ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ فَلَا وَ اللَّهِ مَا تَنَامَتِ الْخَيْلُ حَتَّى فَتَحَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ.
وَ عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَدَعَا عَلِيّاً فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا.
وَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ. وَ رَسُولُهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَأَعْطَاهَا عَلِيّاً. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِأَسَانِيدِهِ وَ فِي أَحْسَنِهَا مُعْتَبَرُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ وَ لَمْ أَعْرِفْهُ وَ بَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ. وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ أَحْسَبُهُ قَالَ: أَبَا بَكْرٍ فَرَجَعَ مُنْهَزِماً وَ مَنْ مَعَهُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ بَعَثَ عُمَرُ فَرَجَعَ مُنْهَزِماً يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَ يُجَبِّنُهُ أَصْحَابُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَثَارَ النَّاسُ فَقَالَ:
أَيْنَ عَلِيٌّ فَإِذَا هُوَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الرَّايَةَ فَهَزَّهَا فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
وَ عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ وَ كَانَ يُسَمِّرُ مَعَهُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ أَنْكَرُوا مِنْكَ أَنْ تَخْرُجَ فِي الْحَرِّ فِي الثَّوْبِ الْمَحْشُوِّ وَ فِي الشِّتَاءِ فِي الْمُلَاءَتَيْنِ الْخَفِيفَتَيْنِ؟! فَقَالَ عَلِيٌّ: أَ وَ لَمْ تَكُنْ مَعَنَا قُلْتُ:
بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ دَعَا أَبَا بَكْرٍ فَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً ثُمَّ بَعَثَهُ فَسَارَ بِالنَّاسِ فَانْهَزَمَ حَتَّى إِذَا بَلَغَ وَ رَجَعَ فَدَعَا عُمَرَ فَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً فَسَارَ ثُمَّ رَجَعَ مُنْهَزِماً بِالنَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ يَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ لَيْسَ بِفَرَّارٍ فَأَرْسَلَ فَأَتَيْتُهُ وَ أَنَا لَا أُبْصِرُ شَيْئاً فَتَفَلَ فِي عَيْنَيَّ فَقَالَ: أَللَّهُمَّ اكْفِهِ أَلَمَ الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ فَمَا آذَانِي حَرٌّ وَ لَا بَرْدٌّ بَعْدُ.