فَاقْتَدَتِ الْعَامَّةُ
بِهِ وَ طَرَحُوا أَخْبَارَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) طَاعَةً مِنْهُمْ لِعُمَرَ؛ ثمّ
نذكر فضله رجوعا إليه ثمّ هو أقرب النّاس قربا و أمسّهم رحما برسول اللّه، قد خصّه
اللّه بنبيّه إذ جعله في حجره لمّا عرف من عواقب أمره، فأسلم و النّاس كفّار، و
أبصر و النّاس فجّار، و صلّى للرّحمن و هم يعبدون الأصنام، و وقى بنفسه رسول اللّه
(ص) غير ناكل، فسبق السّابقين، و كان أوّل المسلمين، و أفضل النّاصرين، فقصم اللّه
به كلّ جبّار عنيد، و كلّ ذي بأس شديد في مواطن الكرب، و أعزّ به الدّين، و كشف به
الأهوال، إذ كان عدّة الأقران عند النّزال، و قاتل الأبطال عند الصّيال و شرف
الإسلام يوم القتال، أفعاله يوم بدر مشهورة، و يوم أحد معروفة و يوم الأحزاب
معلومة، و يوم عمرو بن عبد ود حيث[2] نادى البراز
معلنة، و النّاس مطرقون [رءوسهم]، فأسال اللّه على يده مهجته، و لقي به موته، و
فرّج عن المسلمين كربتهم.
[1].- أسد الغابة ج 3، ص 323، ط بيروت، قال:
حدّثنا خيثمة، حدّثنا محمّد بن الحسين الحنيني، أخبرنا عارم أبو النّعمان، حدّثنا
هشيم ...