قال جابر : فسرنا حتّى إذا استقبلنا
وادي حنين ، كان القوم قد كمنوا في شعاب الوادي ومضائقه ، فما راعنا إلاّ كتائب
الرجال بأيديها السيوف والعمد والقني ، فشدّوا علينا شدّة رجل واحد ، فانهزم الناس
راجعين لا يلوي أحد على أحد ، وأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ذات اليمين ، وأحدق ببغلته تسعة من بني عبدالمطّلب[٣].
وأقبل مالك بن عوف يقول : أروني محمّداً
، فأروه فحمل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ـ وكان رجلاً أهوج[٤]ـ
فلقيه رجل من المسلمين فالتقيا ، فقتله مالك ـ وقيل : إنه أيمن بن اُم أيمن[٥] ـ ثمّ أقدم فرسه فأبى أن يقدم نحو رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصاح كلدة
بن الحنبل ـ وهو أخو صفوان بن اُميّة لاُمّه وصفوان يومئذ مشرك ـ : ألا بطل السحر
اليوم ، فقال صفوان : اسكت فضّ الله فاك ، فوالله لاَن يُربني رجل من قريش أحبّ
إليّ من أن يربني رجل من هوازن[٦].
[١] حرب عوان : أي
حرب قوتل فيها مرة بعد الأخرى. «انظر : لسان العرب ١٣ : ٢٩٩».
[٢] تفسير القمي ١ :
٢٨٥ ، المناقب لابن شهر آشوب ١ : ٢١٠ ، وانظر : سيرة ابن هشام ٤ : ٨٠ ، وتاريخ
الطبري ٣ : ٧١ ، ودلائل النبوة للبيهقي ٥ : ١٢١ ، والكامل في التاريخ ٢ : ٢٦١ ، ونقله
المجلسي في بحار الأنوار ٢١ : ١٦٦ | ضمن ح ٩.
[٣] المناقب لابن
شهر آشوب ١ : ٢١١ ، وسيرة ابن هشام ٤ : ٨٥ ، وتاريخ الطبري ٣ : ٧٤ ، ودلائل النبوة
للبيهقي ٥ : ١٢٦ ، والكامل في التاريخ ٢ : ٢٦٢ ، وفيها باختلاف يسير ، ونقله
المجلسي في بحار الأنوار ٢١ : ١٦٦ | ضمن ح ٩.
[٤] رجل أهوج : أي
طويل وبه تسرّع وحمق. «الصحاح ـ هوج ـ ١ : ٣٥١».
[٥] المناقب لابن
شهر آشوب ١ : ٢١١ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢١ : ١٦٦ / ضمنح ٩.