نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 187
ليبيعوه من سلافة
بنت سعد ، وقد كانت نذرت حين اُصيب ابناها باُحد لئن قدرت على رأسه لتشربنّ في
قحفه الخمر فمنعتهم الدَبر [١]
، فلمّا حالت بينهم وبينه قالوا : دعوه حتّى نمسي فتذهب عنه. فبعث الله الودي
فاحتمل عاصماً فذهب به ، وقد كان عاصم أعطى الله عهداً أن لا يمسّ مشركاً ولا
يمسّه مشرك أبداً في حياته ، فمنعه الله بعد وفاته ممّا امتنع منه في حياته[٢].
ثمّ كانت غزوة بئر معونة على رأس
أربعة أشهر من اُحد ، وذلك أنّ أبا براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنّة قدم
على رسول الله بالمدينة فعرض عليه الاِسلام فلم يسلم ، وقال : يا محمّد إن بعثت رجالاً
إلى أهل نجد يدعونهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك.
فقال : «أخشى عليهم أهل نجد».
فقال أبو براء : أنا لهم جار.
فبعث رسول الله المنذر بن عمرو في بضعة
وعشرين رجلاً ، وقيل : في أربعين رجلاً ، وقيل : في سبعين رجلاً من خيار المسلمين
، منهم : الحارث بن الصمّة ، وحرام بن ملحان ، وعامر بن فهيرة. فساروا حتّى نزلوا
بئر معونة ـ وهي بين أرض بني عامر وحرّة بني سليم ـ فلمّا نزلوها بعثوا حرام بن
ملحان بكتاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
إلى عامر بن الطفيل ، فلمّا أتاه لم ينظر [عامر[ في كتابه حتّى عدا على الرجل
فقتله ، فقال : الله أكبر فزت
[١] الدَبر (بالفتح)
: جماعة النحل. قال الاصمعي : لا واحد لها ، ويجمع على دُبورٍ. قال لبيد :
بأبيض من أبكارِ
مُزنِ سحابةٍ
وارى دُبورٍ شارهُ
النحل عاسلُ
«الصحاح : ـ دبر ـ ٢ : ٦٥٢».
[٢] انظر : المغازي
للواقدي ١ : ٣٥٦ ، وسيرة ابن هشام ٣ : ١٨٠ ، والطبقات الكبرى ٢ : ٥٥ ـ ٥٦ ، وتاريخ
الطبري ٢ : ٥٣٩ ، ودلائل النبوة للبيهقي ٣ : ٣٢٨ ، والكامل في التاريخ ٢ : ١٦٨.
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 187