نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 156
فأرخى زمام ناقته ، ومرّت تخبّ[١] به حتّى انتهت إلى باب المسجد الذي هو
اليوم ، ولم يكن مسجداً إنّما كان مربداً[٢]
ليتيمين من الخزرج يقال لهما : سهل وسهيل ، وكانا في حجر أسعد بن زرارة ، فبركت
الناقة على باب أبي أيّوب خالد بن زيد ، فنزل عنها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمّا نزل اجتمع عليه النّاس وسألوه
أن ينزل عليهم ، فوثبت اُمّ أبي أيّوب إلى الرحل فحلّته وأدخلته منزلها ، فلمّا
أكثروا عليه قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «أين الرّحل؟».
فقالوا : اُمّ أبي أيّوب قد أدخلته
بيتها.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «المرء مع رحله».
وأخذ أسعد بن زرارة بزمام الناقة
فحوّلها إلى منزله ، وكان أبو أيّوب لهم نزل أسفل وفوق المنزل غرفة ، فكره أن يعلو
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا
رسول الله بأبي أنت واُمّي العلوّ أحبّ إليك أم السفل؟ فإنّي أكره أن أعلو فوقك.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « السفل أرفق بنا لمن يأتينا».
قال أبو أيّوب : فكنّا في العلوّ أنا
واُميّ ، فكنت إذا استقيت الدلو أخاف أن تقع منه قطرة على رسول الله ، وكنت أصعد
واُمّي إلى العلوّ خفيّاً من حيثلا يعلم ولا يحسّ بنا ، ولا نتكلّم إلاّ خفيّاً ، وكان
إذا نام صلىاللهعليهوآلهوسلم لا نتحرّك ،
وربّما طبخنا في غرفتنا فنجيّف الباب على غرفتنا مخافة أن يصيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دخان ، ولقد سقط جرّة لنا
[١] الخبب : ضرب من
العدو ، وقيل : هو السرعة ، أي جاءت به تعدو مسرعة. انظر : «لسان العرب ١ : ٣٤١».
[٢] المربد : الموضع
الذي تحبس فيه الابل والغنم ، وبه سمي مربد المدينة والبصرة. «النهاية ٢ : ١٨٢».
نام کتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 156