responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان في تفسير القران) نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 1  صفحه : 194
و (يكاد) فعل ينفي المعنى مع إيجابه، ويوجبه مع النفي [1]، فهنا لم يخطف البرق الأبصار، والخطف: الانتزاع بسرعة، ومعنى (يكاد البرق يخطف أبصارهم)، تكاد حجج القرآن وبراهينه وآياته الساطعة تبهرهم، ومن جعل البرق في المثل الزجر والوعيد، قال:
يكاد ذلك يصيبهم.
و " كلما ": ظرف، والعامل فيه " مشوا "، و " قاموا " معناه: ثبتوا، ومعنى الآية فيما روي عن ابن عباس وغيره: كلما سمع المنافقون القرآن، وظهرت لهم الحجج، أنسوا ومشوا معه، فإذا نزل من القرآن ما يعمهون فيه، ويضلون به، أو يكلفونه، قاموا، أي:
ثبتوا على نفاقهم.
وروي عن ابن مسعود، أن معنى الآية: كلما صلحت أحوالهم في زروعهم ومواشيهم، وتوالت عليهم النعم، قالوا: دين محمد دين مبارك، وإذا نزلت بهم مصيبة أو أصابتهم شدة، سخطوه وثبتوا في نفاقهم [2].
ووحد السمع، لأنه مصدر يقع للواحد والجمع.
وقوله سبحانه: (على كل شئ قدير) لفظه العموم، ومعناه عند / المتكلمين: فيما يجوز وصفه تعالى بالقدرة عليه، و قدير بمعنى قادر، وفيه مبالغة، وخص هنا سبحانه صفته التي هي القدرة - بالذكر، لأنه قد تقدم ذكر فعل مضمنه الوعيد والإخافة، فكان ذكر القدرة مناسبا لذلك.


[1] و زعم جماعة منهم ابن جني و أبو البقاء وابن عطية أن نفيها إثبات و إثباتها نفي، حتى ألغز بعضهم فيها
فقال: [الطويل]
أنحوي هذا العصر ما هي لفظة * جرت في لساني جرهم و ثمود
إذا نفيت - و الله أعلم - أثبتت * و إن أثبتت قامت مقام جحود
و حكوا عن ذي الرمة أنه لما أنشد قوله: [الطويل]
إذا غير النأي المحبين لم يكد * رسيس الهوى من حب مية يبرح
عيب عليه لأنه قال: لم يكد يبرح فيكون قد برح، فغيره إلى قوله: " لم يزل " أو ما هو بمعناه، و الذي غر
هؤلاء قوله تعالى: (فذبحوها و ما كادوا يفعلون) [البقرة: 71] قالوا: فهي هنا منفية و خبرها مثبت في
المعنى، لأن الذبح وقع لقوله: (فذبحوها). و الجواب عن هذه الآية من وجهين:
أحدهما: أنه يحتمل على اختلاف وقتين، أي: ذبحوها في وقت، و ما كادوا يفعلون في وقت آخر.
و الثاني: أنه عبر بنفي الفعل عن شدة تعنتهم وعسرهم في الفعل. و أما ما حكوه عن ذي الرمة فقد
غلط الجمهور ذا الرمة في رجوعه من قوله و قالوا: هو أبلغ و أحسن مما غيره إليه.
ينظر: " الدر المصون " (1 / 140).
[2] ينظر: ابن عطية (1 / 104).


نام کتاب : تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان في تفسير القران) نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست