responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان في تفسير القران) نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 1  صفحه : 193
وقيل: الرعد ملك، وهذا الصوت تسبيحه.
وقيل: الرعد: اسم الصوت المسموع، قاله علي بن أبي طالب [1].
وأكثر العلماء على أن الرعد ملك، وذلك صوته يسبح ويزجر السحاب.
واختلفوا في البرق.
فقال علي بن أبي طالب، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " هو مخراق حديد بيد الملك يسوق به السحاب " وهذا أصح ما روي فيه [2].
وقال ابن عباس: هو سوط نور بيد الملك يزجي به السحاب [3]. وروي عنه: أن البرق ملك يتراءى [4].
واختلف المتأولون في المقصد بهذا المثل، وكيف تترتب أحوال المنافقين الموازنة لما في المثل من الظلمات والرعد والبرق والصواعق.
فقال جمهور المفسرين: مثل الله تعالى القرآن بالصيب، فما فيه من الأشكال عليهم والعمى هو الظلمات، وما فيه من الوعيد والزجر هو الرعد، وما فيه من النور والحجج الباهرة هو البرق، وتخوفهم وروعهم يكون وحذرهم هو جعل أصابعهم في آذانهم، وفضح نفاقهم، واشتهار كفرهم، وتكاليف الشرع التي يكرهونها من الجهاد والزكاة ونحوه هي الصواعق، وهذا كله صحيح بين.
وقال ابن مسعود: إن المنافقين في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم، لئلا يسمعوا القرآن، فضرب الله المثل لهم [5]، وهذا وفاق لقول الجمهور.
و (محيط بالكافرين) معناه: بعقابهم، يقال: أحاط السلطان بفلان، إذا أخذه أخذا حاصرا من كل جهة، ومنه قوله تعالى: (و أحيط بثمره) [الكهف: 42].


[1] ذكره البغوي في " تفسيره " (1 / 53)، و ابن عطية (1 / 102)، والقرطبي (1 / 187).
[2] أخرجه البيهقي في " سننه " (3 / 363)، كتاب " صلاة الاستسقاء "، باب ما جاء في الرعد، عن علي موقوفا
و ذكره السيوطي في " الدر المنثور " (4 / 96)، و عزاه لابن أبي الدنيا في كتاب " المطر "، و ابن جرير، و ابن
المنذر، و البيهقي، و الخرائطي في " مكارم الأخلاق ".
[3] ذكره الماوردي في " التفسير " (1 / 82)، و البغوي (1 / 53)، و القرطبي (1 / 187).
[4] ذكره ابن عطية الأندلسي (1 / 102)، والقرطبي (1 / 188).
[5] ذكره ابن عطية الأندلسي (1 / 103).


نام کتاب : تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان في تفسير القران) نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست