responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان في تفسير القران) نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 1  صفحه : 159
قال * ص [1] *: والاسم: هو الدال بالوضع. على موجود في العيان، إن كان محسوسا، وفي الأذهان، إن كان معقولا من غير تعرض ببنيته للزمان، ومدلوله هو المسمى [2]، والتسمية جعل ذلك اللفظ دليلا على المعنى، فهي أمور ثلاثة متباينة، فإذا أسندت حكما إلى لفظ اسم، فتارة يكون حقيقة، نحو: زيد، اسم ابنك، وتارة يكون مجازا وهو حيث يطلق الاسم، ويراد به المسمى، كقوله تعالى: (تبارك اسم ربك)
[الرحمن: 78] و (سبح اسم ربك) [الأعلى: 1]، وتأول السهيلي: (سبح اسم ربك)، على إقحام الاسم، أي: سبح ربك، وإنما ذكر الاسم حتى لا يخلو التسبيح من / اللفظ باللسان، لأن الذكر بالقلب متعلقه المسمى، والذكر باللسان متعلقه اللفظ، وتأول قوله تعالى: (ما تعبدون من دونه إلا أسماء) [يوسف: 40]، بأنها أسماء كاذبة غير واقعة على الحقيقة، فكأنهم لم يعبدوا إلا الأسماء التي اخترعوها. انتهى.
وقال الكوفيون: أصل اسم وسم من السمة، وهي العلامة، لأن الاسم علامة لمن وضع له، والمكتوبة التي لفظها الله أبهر أسمائه تعالى وأكثرها استعمالا، وهو المتقدم لسائرها في الأغلب، وإنما تجيء الأخر أوصافا، وحذفت الألف الأخيرة من الله لئلا يشكل بخط " اللات "، وقيل: طرحت تخفيفا.


[1] ينظر: " المجيد في إعراب القرآن المجيد " لإبراهيم بن محمد الصفاقسي ص (41).
[2] في حقيقة الاسم عند المتكلمين خلاف مشهور، فذهب الأشعرية إلى أنه عين المسمى. و ذهبت المعتزلة
إلى أنه غير المسمى، و قالت الأشعرية و طائفة من المتكلمين: إن الكلام في الاسم و المسمى يعرفك
حقيقة صفات معبودك، فتصل بذلك إلى تصحيح توحيدك، فإذا لم ينظر الإنسان و يستدل فكيف يصل
إلى المعرفة التي كلفها؟! لكن منع الشافعي رضي الله عنه، و ابن حبل، و أكثر الفقهاء، والمحدثين
(رضي الله عنهم) طريق الكلام في الاسم و المسمى. حتى قال الشافعي: إذا سمعت الرجل يقول:
الاسم هو المسمى أو غير المسمى فاشهد بأنه من أهل الكلام و لا دين له.
و على كل، فطريق المتكلمين غير طريق الفقهاء و المحدثين، فإن الفقهاء و المحدثين أخذوا الأمور
بالتسليم و النقل، و المتكلمون ركبوا إلى النقل طريق بالعقل، فأقاموا صناعة غير معهودة في
السلف، و قالوا: نفتح بها طريق النظر، إذ السلف كانوا لقرب عهدهم بالنبوة ولاشتغال أفكارهم بالنظر
في ملكوت السما ء والأرضين مستغنين عن هذه الصناعة، إذ كانت الأدلة راسخة في قلوبهم، و طرق
الاستدلال نيرة في عقولهم، فلما ذهب ذلك الجيل الجليل و فترت الدواعي، و فشت البدع بسوء النظر،
وجب أن يحر طريق النظر، و تنهج مسلك العبر، و تبين الأدلة الصحيحة من الفاسدة، و تصان عقائد
الخلق عن تشويش المبتدعة و المارقة، فتكلموا بما لم يعهد من السلف الكلام فيه، فمن العلماء من يؤثره
و يراه عين الصواب، و منهم من يجتنبه و يجعله عين الضلال، و منهم من يتوقف فيه، و منهم من يرتضي
منه أسلوبا دون غيره من الأساليب. انظر: " العلوم المستودعة في السبع المثاني " 19 خ.


نام کتاب : تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان في تفسير القران) نویسنده : الثعالبي، أبو زيد    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست