responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 577
إليها ووحى لها ووحى إليها واحد وكذا قال ابن عباس أوحى لها أي أوحى إليها والظاهر أن هذا مضمن بمعنى أذن لها. وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس " يومئذ تحدث أخبارها " قال: قال لها ربها قولي فقالت وقال مجاهد أوحى لها أي أمرها وقال القرطبي أمرها أن تنسق عنهم. وقوله تعالى (يومئذ يصدر الناس أشتاتا) أي يرجعون عن موقف الحساب أشتاتا أي أنواعا وأصنافا ما بين شقي وسعيد مأمور به إلى الجنة ومأمور به إلى النار وقال ابن جريج: يتصدعون أشتاتا فلا يجتمعون آخر ما عليهم وقال السدي أشتاتا فرقا. وقوله تعالى " ليروا أعمالهم " أي ليعملوا ويجازوا بما عملوه في الدنيا من خير وشر ولهذا قال (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). قال البخاري حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الخيل لثلاثة: لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال طيلها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك في المرج والروضة كان له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن تسقي به كان ذلك حسنات له وهي لذلك الرجل أجر. ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي له ستر ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء فهي على ذلك وزر " فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر فقال " ما أنزل الله شيئا إلا هذه الآية الفاذة الجامعة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " ورواه مسلم من حديث زيد بن أسلم به.
وقال الإمام أحمد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم حدثنا الحسن عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " قال: حسبي لا أبالي أن لا أسمع غيرها. وهكذا رواه النسائي في التفسير عن إبراهيم بن محمد بن يونس المؤدب عن أبيه عن جرير بن حازم عن الحسن البصري قال حدثنا صعصعة عم الفرزدق فذكره. وفي صحيح البخاري عن عدي مرفوعا " اتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة " وله أيضا في الصحيح " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقى ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط " وفي الصحيح أيضا " يا معشر نساء المؤمنات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة " يعني ظلفها وفي الحديث الآخر " ردوا السائل ولو بظلف محرق " وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان " تفرد به أحمد.
وروي عن عائشة أنها تصدقت بعنبة وقالت كم فيها من مثقال ذرة. وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو عامر حدثنا سعيد بن مسلم سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير حدثني عوف بن الحارث بن الطفيل أن عائشة أخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول " يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا " ورواه النسائي وابن ماجة من حديث سعيد بن مسلم بن بأنك به وقال ابن جريج حدثني أبو الخطاب الحساني حدثنا الهيثم بن الربيع حدثنا سماك بن عطية عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال: كان أبو بكر يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " فرفع أبو بكر يده وقال يا رسول الله إني أجزى بما عملت من مثقال ذرة من شر فقال " يا أبا بكر ما رأيت في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر ويدخر الله لك مثاقيل ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة " ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي الخطاب به. ثم قال ابن جرير حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب قال في كتاب أبي قلابة عن أبي إدريس أن أبا بكر كان يأكل مع النبي صلى إليه وسلم فذكره ورواه أيضا عن يعقوب عن ابن عليه عن أيوب عن أبي قلابة أن أبا بكر وذكره. " طريق أخرى " قال ابن جرين حدثني يونس بن عبد الاعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني حي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 577
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست