responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 433
ربك وهم نائمون (19) فأصبحت كالصريم (20) فتنادوا مصبحين (21) أن أغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين (22) فانطلقوا وهم يتخافتون (23) أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين (24) وغدوا على حرد قادرين (25) فلما رأوها قالوا إنا لضالون (26) بل نحن محرومون (27) قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون (28) قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين (29) فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون (30) قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين (31) عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون (32) كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون (33)
هذا مثل ضربه الله تعالى لكفار قريش فيما أهدى إليهم من الرحمة العظيمة وأعطاهم من النعمة الجسيمة وهو بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إليهم فقابلوه بالتكذيب والرد والمحاربة ولهذا قال تعالى " إنا بلوناهم " أي اختبرناهم " كما بلونا أصحاب الجنة " وهي البستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه " إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين " أي حلفوا فيما بينهم ليجذن ثمرها ليلا لئلا يعلم بهم فقير ولا سائل ليتوفر ثمرها عليهم ولا يتصدقوا منه بشئ (ولا يستثنون) أي فيما حلفوا به. ولهذا حنثهم الله في أيمانهم فقال تعالى " فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون " أي أصابتها آفة سماوية (فأصبحت كالصريم) قال ابن عباس أي كالليل الأسود وقال الثوري والسدي مثل الزرع إذا حصد أي هشيما يبسا. وقال ابن أبي حاتم ذكر عن أحمد بن الصباح أنبأنا بشر بن زاذان عن عمر بن صبيح عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إياكم والمعاصي إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا قد كان هئ له " ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون * فأصبحت كالصريم " قد حرموا خير جنتهم بذنبهم (فتنادوا مصبحين) أي لما كان وقت الصبح نادى بعضهم بعضا ليذهبوا إلى الجذاذ أي القطع (أن أغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين) أي تريدون الصرام قال مجاهد: كان حرثهم عنبا " فانطلقوا وهم يتخافتون " أي يتناجون فيما بينهم بحيث لا يسمعون أحدا كلامهم. ثم فسر الله سبحانه وتعالى عالم السر والنجوى ما كانوا يتخافتون به فقال تعالى " فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين " أي يقول بعضهم لبعض لا تمكنوا اليوم فقيرا يدخلها عليكم. قال الله تعالى " وغدوا على حرد " أي قوة وشدة. وقال مجاهد " وغدوا على حرد " أي جد وقال عكرمة على غيظ وقال الشعبي " على حرد " على المساكين وقال السدي " على حرد " أي كان أسم قريتهم حرد فأبعد السدي في قوله هذا " قادرين " أي عليها فيما يزعمون ويرومون (فلما رأوها قالوا إنا لضالون) أي فلما وصلوا إليها وأشرفوا عليها وهي على الحالة التي قال الله عز وجل قد استحالت عن تلك النضارة والزهرة وكثرة الثمار إلى أن صارت سوداء مدلهمة لا ينتفع بشئ منها فاعتقدوا أنهم قد أخطأوا الطريق ولهذا قالوا " إنا لضالون " أي قد سلكنا إليها غير الطريق فتهنا عنها قاله ابن عباس وغيره ثم رجعوا عما كانوا فيه وتيقنوا أنها هي فقالوا " بل نحن محرومون " أي بل هي هذه ولكن نحن لاحظ لنا ولا نصيب " قال أوسطهم " قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة ومحمد بن كعب والربيع بن أنس والضحاك وقتادة أي أعدلهم وخيرهم " ألم أقل لكم لولا تسبحون " قال مجاهد والسدي وابن جريج " لولا تسبحون " أي لولا تستثنون. قال السدي وكان استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحا وقال ابن جرير هو قول القائل إن شاء الله وقيل معناه قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون؟ أي هلا تسبحون الله وتشكرونه على ما أعطاكم وأنعم به عليكم (قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين) أتوا بالطاعة حيث لا تنفع وندموا واعترفوا حيث لا ينجع ولهذا قالوا " إنا كنا ظالمين * فأقبل بعضهم

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 4  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست