responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 376
فكرهم وأجالوا آراءهم في كيدك وكيد أصحابك وخذلان دينك وإخماده مدة طويلة وذلك أول مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة رمته العرب عن قوس واحدة وحاربته يهود المدينة ومنافقوها فلما نصره الله يوم بدر وأعلى كلمته قال عبد الله بن أبي وأصحابه هذا أمر قد توجه فدخلوا في الاسلام ظاهرا ثم كلما أعز الله الاسلام وأهله غاظهم ذلك وساءهم ولهذا قال تعالى " حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ".
ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين (49)
يقول تعالى: ومن المنافقين من يقول لك يا محمد " ائذن لي " في القعود " ولا تفتني " بالخروج معك بسبب الجواري من نساء الروم. قال الله تعالى " ألا في الفتنة سقطوا " أي قد سقطوا في الفتنة بقولهم هذا كما قال محمد بن إسحاق عن الزهري ويزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن قتادة وغيرهم قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وهو في جهازه للجد بن قيس أخي بني سلمة هل لك يا جد العام في جلاد بني الأصفر؟ فقال يا رسول الله أو تأذن لي ولا تفتني فوالله لقد عرفت قومي ما رجل أشد عجبا بالنساء مني وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر عنهن فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " قد أذنت لك " ففي الجد بن قيس نزلت هذه " ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني " الآية أي إن كان إنما يخشى من نساء بني الأصفر وليس ذلك به فما سقط فيه من الفتنة بتخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والرغبة بنفسه عن نفسه أعظم وهكذا روي عن ابن عباس ومجاهد وغير واحد أنها نزلت في الجد بن قيس وقد كان الجد بن قيس هذا من أشراف بني سلمة. وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم " من سيدكم يا بني سلمة؟ " قالوا الجد بن قيس على أنا نبخله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأي دواء أدوأ من البخل! ولكن سيدكم الفتى الجعد الأبيض بشر بن البراء بن معرور " وقوله تعالى " وإن جهنم لمحيطة بالكافرين " أي لا محيد لهم عنها ولا محيص ولا مهرب.
إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون (50) قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون (51)
يعلم تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعداوة هؤلاء له لأنه مهما أصابه من حسنة أي فتح ونصر وظفر على الأعداء مما يسره ويسر أصحابه ساءهم ذلك " وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل " أي قد احترزنا من متابعته من قبل هذا " ويتولوا وهم فرحون " فأرشد الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوابهم في عداوتهم هذه التامة فقال " قل " أي لهم " لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " أي نحن تحت مشيئته وقدره " وهو مولانا " أي سيدنا وملجؤنا " وعلى الله فليتوكل المؤمنون " أي ونحن متوكلون عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون (52) قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين (53) وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون (54)
يقول تعالى " قل " لهم يا محمد " قل هل تربصون بنا " أي تنتظرون بنا " إلا إحدى الحسنيين " شهادة أو ظفر بكم قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم " ونحن نتربص بكم " أي ننتظر بكم " أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا " أي ننتظر بكم هذا أو هذا إما " أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا " بسبي أو قتل

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست