responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 375
لهم إن شاء فقال " فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فائذن لمن شئت منهم " الآية. وكذا روي عن عطاء الخراساني وقال مجاهد نزلت هذه الآية في أناس قالوا استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أذن لكم فاقعدوا وإن لم يأذن لكم فاقعدوا ولهذا قال تعالى " حتى يتبين لك الذين صدقوا " أي في إبداء الاعذار " وتعلم الكاذبين " يقول تعالى هلا تركتهم لما استأذنوك فلم تأذن لاحد منهم في القعود لتعلم الصادق منهم في إظهار طاعتك من الكاذب فإنهم قد كانوا مصرين على القعود عن الغزو وإن لم تأذن لهم فيه. ولهذا أخبر تعالى أنه لا يستأذنه في القعود عن الغزو أحد يؤمن بالله ورسوله فقال " لا يستأذنك " أي في القعود عن الغزو ". الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم " لانهم يرون الجهاد قربة ولما ندبهم إليه بادروا وامتثلوا " والله عليم بالمتقين *
إنما يستأذنك " أي في القعود ممن لا عذر له " الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر " أي لا يرجون ثواب الله في الدار الآخرة على أعمالهم " وارتابت قلوبهم " أي شكت في صحة ما جئتهم به " فهم في ريبهم يترددون " أي يتحيرون يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى وليست لهم قدم ثابتة في شئ فهم قوم حيارى هلكى لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا.
* ولو أرادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين (46) لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين (47)
يقول تعالى " ولو أرادوا الخروج " أي معك إلى الغزو " لاعدوا له عدة " أي لكانوا تأهبوا له " ولكن كره الله انبعاثهم " أي أبغض أن يخرجوا معكم قدرا " فثبطهم " أي أخرهم " وقيل اقعدوا مع القاعدين " أي قدرا ثم بين تعالى وجه كراهيته لخروجهم مع المؤمنين فقال " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا " أي لانهم جبناء مخذولون " ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة " أي ولأسرعوا السير والمشي بينكم بالنميمة والبغضاء والفتنة " وفيكم سماعون لهم " أي مطيعون لهم ومستحسنون لحديثهم وكلامهم يستنصحونهم وإن كانوا لا يعلمون حالهم فيؤدي إلى وقوع شر بين المؤمنين وفساد كبير. وقال مجاهد وزيد بن أسلم وابن جرير " وفيكم سماعون لهم " أي عيون يسمعون لهم الاخبار وينقلونها إليهم. وهذا لا يبقى له اختصاص بخروجهم معهم بل هذا عام في جميع الأحوال والمعنى الأول أظهر في المناسبة بالسياق وإليه ذهب قتادة وغيره من المفسرين. وقال محمد بن إسحاق كان الذين استأذنوا فيما بلغني من ذوي الشرف منهم عبد الله بن أبي بن سلول والجد بن قيس وكانوا أشرافا في قومهم فثبطهم الله لعلمه بهم أن يخرجوا معه فيفسدوا عليه جنده وكان في جنده قوم أهل محبة لهم وطاعة فيما يدعونهم إليه لشرفهم فيهم فقال " وفيكم سماعون لهم " ثم أخبر تعالى عن تمام علمه فقال " والله عليم بالظالمين " فأخبر بأنه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ولهذا قال تعالى " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا " فأخبر عن حالهم كيف يكون لو خرجوا ومع هذا ما خرجوا كما قال تعالى " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون " وقال تعالى " ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون " وقال تعالى " ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا * وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما * ولهديناهم صراطا مستقيما " والآيات في هذا كثيرة.
لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون (48)
يقول تعالى محرضا لنبيه عليه السلام على المنافقين " لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور " أي لقد أعملوا

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 2  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست