responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 54
وذهبوا وخلصوا إلى شياطينهم فضمن خلوا معنى انصرفوا لتعديته بإلى ليدل على الفعل المضمر والفعل الملفوظ به.
ومنهم من قال " إلى " هنا بمعنى " مع " والأول أحسن وعليه يدور كلام ابن جرير. وقال السدي عن أبي مالك خلوا، يعني مضوا وشياطينهم سادتهم وكبراؤهم ورؤساؤهم من أحبار اليهود ورؤوس المشركين والمنافقين. قال السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم " وإذا خلوا إلى شياطينهم " يعني هم رؤساءهم في الكفر. وقال الضحاك عن ابن عباس وإذا خلوا إلى أصحابهم وهم شياطينهم: وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس " وإذا خلوا إلى شياطينهم " من يهود الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وقال مجاهد: " وإذا خلوا إلى شياطينهم " وإلى أصحابهم من المنافقين والمشركين. وقال قتادة " وإذا خلوا إلى شياطينهم " قال إلى رؤوسهم وقادتهم في الشرك والشر وبنحو ذلك فسره أبو مالك وأبو العالية والسدي والربيع بن أنس. قال ابن جرير وشياطين كل شئ مردته ويكون الشيطان من الإنس والجن كما قال تعالى " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا " وفي المسند عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعوذ بالله من شياطين الإنس والجن " فقلت يا رسول الله أو للانس شياطين؟ قال " نعم " وقوله تعالى " قالوا إنا معكم " قال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس أي أنا على مثل ما أنتم عليه " إنما نحن مستهزءون " أي إنما نحن نستهزئ بالقوم ونلعب بهم. وقال الضحاك عن ابن عباس قالوا إنما نحن مستهزءون ساخرون بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك قال الربيع بن أنس وقتادة. وقوله تعالى جوابا لهم ومقابلة على صنيعهم " الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون " وقال ابن جرير أخبر تعالى أنه فاعل بهم ذلك يوم القيامة في قوله تعالى " يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب " الآية وقوله تعالى " ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما " الآية قال فهذا وما أشبهه من استهزاء الله تعالى ذكره وسخريته ومكره وخديعته للمنافقين وأهل الشرك به عند قائل هذا القول ومتأول هذا التأويل - قال: وقال آخرون بل استهزؤا بهم توبيخه إياهم ولومه لهم على ما ركبوا من معاصيه والكفر به قال: وقال آخرون هذا وأمثاله على سبيل الجواب كقول الرجل لمن يخدعه إذا ظفر به أنا الذي خدعتك. ولم يكن منه خديعة ولكن قال ذلك إذا صار الامر إليه قالوا وكذلك قوله تعالى " ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " و " الله يستهزئ بهم " على الجواب والله لا يكون منه المكر ولا الهزؤ. والمعنى أن المكر والهزء حاق بهم - وقال آخرون قوله تعالى " إنما نحن مستهزؤون * الله يستهزئ بهم " وقوله " يخادعون الله وهو خادعهم " وقوله " فيسخرون منهم سخر الله منهم " و " نسوا الله فنسيهم " وما أشبه ذلك إخبار من الله تعالى أنه مجازيهم جزاء الاستهزاء ومعاقبهم عقوبة الخداع فأخرج خبره عن جزائه إياهم وعقابه لهم مخرج خبره عن فعلهم الذي عليه استحقوا العقاب في اللفظ وإن اختلف المعنيان كما قال تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله " وقوله تعالى " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه " فالأول ظلم والثاني عدل فهما وإن اتفق لفظهما فقد اختلف معناهما قال وإلى هذا المعنى وجهوا كل ما في القرآن من نظائر ذلك. قال وقال آخرون إن معنى ذلك أن الله أخبر عن المنافقين أنهم إذا خلوا إلى مردتهم قالوا إنا معكم على دينكم في تكذيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء به، وإنما نحن بما نظهر لهم من قولنا لهم مستهزؤن، فأخبر تعالى أنه يستهزئ بهم فيظهر لهم من أحكامه في الدنيا يعني من عصمة دمائهم وأموالهم خلاف الذي لهم عنده في الآخرة يعني من العذاب والنكال. ثم شرع ابن جرير يوجه هذا القول وينصره لان المكر والخداع والسخرية على وجه اللعب والعبث منتف عن الله عز وجل بالاجماع وأما على وجه الانتقام والمقابلة بالعدل والمجازاة فلا يمتنع ذلك. قال وبنحو ما قلنا فيه روى الخبر عن ابن عباس وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو عثمان حدثنا بشر عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى " الله يستهزئ بهم " قال يسخر

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست