responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 412
فنزلت " ليس لك من الامر شئ " وقد أسند هذا الحديث الذي علقه البخاري في صحيحه فقال في غزوة أحد: حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري حدثني سالم بن عبد الله عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر " اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا " بعد ما يقول " سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد " فأنزل الله " ليس لك من الامر شئ " الآية. وعن حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعت سالم بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت " ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " هكذا ذكر هذه الزيادة البخاري معلقة مرسلة وقد تقدمت مسنده متصلة في مسند أحمد آنفا.
وقال الإمام أحمد: حدثنا هشيم حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال " كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم عز وجل " فأنزل الله " ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " انفرد به مسلم فرواه عن القعنبي عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس فذكره.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد حدثنا يحيى بن واضح حدثنا الحسين بن واقد عن مطر عن قتادة قال: أصيب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته وفرق حاجبه فوقع وعليه درعان والدم يسيل فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح عن وجهه فأفاق وهو يقول " كيف بقوم فعلوا هذا نبيهم وهو يدعوهم إلى الله عز وجل؟ " فأنزل الله " ليس لك من الامر شئ " الآية وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بنحوه ولم يقل فأفاق.
ثم قال تعالى " ولله ما في السماوات وما في الأرض " الآية. أي الجميع ملك له وأهلهما عبيد بين يديه " يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " أي هو المتصرف فلا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون والله غفور رحيم.
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربوا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون (130) واتقوا النار التي أعدت للكافرين (131) وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون (132) وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134) والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون (135) أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين (136)
يقول تعالى ناهيا عباده المؤمنين عن تعاطي الربا وأكله أضعافا مضاعفة كما كانوا في الجاهلية يقولون إذا حل أجل الدين إما أن تقضي وإما أن تربي فإن قضاه وإلا زاده في المدة وزاده الآخر في القدر وهكذا كل عام فربما تضاعف القليل حتى يصير كثيرا مضاعفا وأمر تعالى عباده بالتقوى لعلهم يفلحون في الأولى وفي الآخرة ثم توعدهم بالنار وحذرهم منها فقال تعالى " واتقوا النار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون " ثم ندبهم إلى المبادرة إلى فعل الخيرات والمسارعة إلى نيل القربات فقال تعالى " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين " أي كما أعدت النار للكافرين وقد قيل إن معنى قوله عرضها السماوات والأرض تنبيها على اتساع طولها كما قال في صفة فرش الجنة " بطائنها من إستبرق " أي فما ظنك بالظهائر وقيل بل عرضها

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست