responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 170
المؤمنين أذكر لهؤلاء ابتلاء الله إبراهيم أي اختباره له بما كلفه به من الأوامر والنواهي " فأتمهن " أي قام بهن كلهن كما قال تعالى " وإبراهيم الذي وفى " أي وفى جميع ما شرع له فعمل به صلوات الله عليه وقال تعالى: " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم * وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين * ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " وقال تعالى " قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم * دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " وقال تعالى " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين * إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين " وقوله تعالى " بكلمات " أي بشرائع وأوامر ونواه فإن الكلمات تطلق ويراد بها الكلمات القدرية كقوله تعالى عن مريم عليها السلام " وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين " وتطلق ويراد بها الشرعية كقوله تعالى " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا " أي كلماته الشرعية وهي إما خبر صدق وإما طلب عدل إن كان أمرا أو نهيا ومن ذلك هذه الآية الكريمة " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " أي قام بهن قال " إني جاعلك للناس إماما " أي جزاء على ما فعل كما قام بالأوامر وترك الزواجر جعله الله للناس قدوة وإماما يقتدي به ويحتذي حذوه.
وقد اختلف في تعيين الكلمات التي اختبر الله بها إبراهيم الخليل عليه السلام فروي عن ابن عباس في ذلك روايات فقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال ابن عباس: ابتلاه الله بالمناسك وكذا رواه أبو إسحق السبيعي عن التميمي عن ابن عباس وقال عبد الرزاق أيضا أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " قال ابتلاه بالطهارة خمس في الرأس وخمس في الجسد في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس وفي الجسد تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الإبط وغسل أثر الغائط والبول بالماء قال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن المسيب ومجاهد والشعبي والنخعي وأبي صالح وأبي الجلد نحو ذلك " قلت " وقريب من هذا ما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء " قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة. قال وكيع:
انتقاص الماء يعني الاستنجاء وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الفطرة خمس الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط " ولفظه لمسلم. وقال ابن أبي حاتم: أنبأنا يونس بن عبد الأعلى قراءة أخبرنا ابن وهب أخبرنا ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن ابن حنش بن عبد الله الصنعاني عن ابن عباس أنه كان يقول في تفسير هذه الآية " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " قال عشر ست في الانسان وأربع في المشاعر. فأما التي في الانسان حلق العانة ونتف الإبط والختان وكان ابن هبيرة يقول: هؤلاء الثلاثة واحدة. وتقليم الأظفار وقص الشارب والسواك وغسل يوم الجمعة والأربعة التي في المشاعر الطواف والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والإفاضة. وقال داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: ما ابتلي بهذا الدين أحد فقام به كله إلا إبراهيم قال الله تعالى " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " قلت له وما الكلمات التي ابتلى الله إبراهيم بهن فأتمهن؟
قال: الاسلام ثلاثون سهما منها عشر آيات في براءة " التائبون العابدون " إلى آخر الآية وعشر آيات في أول سورة " قد أفلح المؤمنون " و " سأل سائل بعذاب واقع " وعشر آيات في الأحزاب " إن المسلمين والمسلمات " إلى آخر الآية فأتمهن كلهن فكتبت له براءة قال الله " وإبراهيم الذي وفى " هكذا. رواه الحاكم وأبو جعفر بن جرير وأبو محمد بن أبي حاتم بأسانيدهم إلى داود بن أبي هند به وهذا لفظ ابن أبي حاتم وقال محمد ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: الكلمات التي ابتلى الله بهن إبراهيم فأتمهن فراق قومه في الله حين أمر بمفارقتهم ومحاجته نمروذ في الله حين وقفه على ما وقفه عليه من خطر الامر الذي فيه

نام کتاب : تفسير ابن كثير نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست