نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 9 صفحه : 193
قوله تعالى: ي صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضى الأمر الذي فيه تستفتيان [41] فيه مسئلتان: الأولى - قوله تعالى: (أما أحدكما فيسقي ربه خمرا) أي قال للساقي: إنك ترد على عملك الذي كنت عليه من سقي الملك بعد ثلاثة أيام، وقال للآخر: وأما أنت فتدعى إلى ثلاثة أيام فتصلب فتأكل الطير من رأسك، قال: والله ما رأيت شيئا، قال: رأيت أو لم تر (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان). وحكى أهل اللغة أن سقى وأسقى لغتان بمعنى واحد، كما قال الشاعر [1]: سقى قومي بني مجد وأسقى * نميرا والقبائل من هلال قال النحاس: الذي عليه أكثر أهل اللغة أن معنى سقاه ناوله فشرب، أو صب الماء في حلقه ومعنى أسقاه جعل له سقيا، قال الله تعالى: " وأسقيناكم ماء فراتا " [2] [المرسلات: 27]. الثانية - قال علماؤنا: إن قيل من كذب في رؤياه ففسرها العابر له أيلزمه حكمها؟ قلنا: لا يلزمه، وإنما كان ذلك في يوسف لأنه نبي، وتعبير النبي حكم، وقد قال: إنه يكون كذا وكذا فأوجد الله تعالى ما أخبر كما قال تحقيقا لنبوته، فإن قيل: فقد روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إني رأيت كأني أعشبت ثم أجدبت ثم أعشبت ثم أجدبت، فقال له عمر: أنت رجل تؤمن ثم تكفر، ثم تؤمن ثم تكفر، ثم تموت كافرا، فقال الرجل: ما رأيت شيئا، فقال له عمر: قد قضى لك ما قضى لصاحب يوسف، قلنا: ليست لأحد بعد عمر، لأن عمر كان محدثا [3]، [وكان إذا ظن [4] ظنا كان]
[1] هو لبيد، ومجد: ابنة تيم بن غالب بن فهر، وهي أم كلاب وكليب بنى ربيعة. وفاعل سقى هو المطر. [2] راجع ج 29 ص 158. [3] محدث: ملهم، أو يلقى في روعه الشئ، أو يجرى الصواب على لسانه من غير قصد. (القسطلاني). والمحدث: الذي يحدثه الملك أيضا. أي يلقى في نفسه . [4] من ع وك وو وى.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 9 صفحه : 193