responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 9  صفحه : 192
قوله تعالى: يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار [39] ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله من سلطن إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون [40] قوله تعالى: (يا صاحبي السجن) أي يا ساكني السجن، وذكر الصحبة لطول مقامهما فيه، كقولك: أصحاب الجنة، وأصحاب النار. (أأرباب متفرقون) أي في الصغر والكبر والتوسط، أو متفرقون في العدد. (خير أم الله الواحد القهار) وقيل: الخطاب لهما ولأهل السجن، وكان بين أيديهم أصنام يعبدونها من دون الله تعالى، فقال ذلك إلزاما للحجة، أي آلهة شتى لا تضر ولا تنفع. " خير أم الله الواحد القهار " الذي قهر كل شئ. نظيره: " الله خير أما يشركون " [1] [النمل: 59]. وقيل: أشار بالتفرق إلى أنه لو تعدد الإله لتفرقوا في الإرادة ولعلا بعضهم على بعض، وبين أنها إذا تفرقت لم تكن آلهة.
قوله تعالى: (ما تعبدون من دون الله إلا أسماء) بين عجز الأصنام وضعفها فقال:
" ما تعبدون من دونه " أي من دون الله إلا ذوات أسماء لا معاني لها. (سميتموها) من تلقاء أنفسكم. وقيل: عنى بالأسماء المسميات، أي ما تعبدون إلا أصناما ليس لها من الإلهية شئ إلا الاسم، لأنها جمادات. وقال: " ما تعبدون " وقد ابتدأ بخطاب الاثنين، لأنه قصد جميع من هو على مثل حالهما من الشرك. (إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) فحذف، المفعول الثاني للدلالة، والمعنى: سميتموها آلهة من عند أنفسكم. (ما أنزل الله) ذلك في كتاب. قال سعيد بن جبير: (من سلطان) أي من حجة. (إن الحكم إلا لله) الذي هو خالق الكل. (أمر ألا تعبدوا إلا إياه). (ذلك الدين القيم). أي القويم.
(ولكن أكثر الناس لا يعلمون)


[1] راجع ج 13 ص 219.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 9  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست