نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 6 صفحه : 429
قوله تعالى: (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة) الحسن: " بغتة " ليلا " أو جهرة " نهارا. وقيل: بغتة فجأة. وقال الكسائي: يقال بغتهم الامر يبغتهم بغتا وبغتة إذا أتاهم فجأة. وقد تقدم. (هل يهلك إلا القوم الظالمون) نظيره " فهل يهلك إلا القوم الفاسقون " [1] [الأحقاف: 35] أي هل يهلك إلا أنتم لشرككم والظلم هنا بمعنى الشرك، كما قال لقمان لابنه: " يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " [2] [لقمان: 13]. قوله تعالى: وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون [48] قوله تعالى: (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين) أي بالترغيب والترهيب. قال الحسن: مبشرين بسعة الرزق في الدنيا والثواب في الآخرة، يدل على ذلك قوله تعالى: " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض " [3] [الأعراف: 96]. ومعنى (منذرين) مخوفين عقاب الله، فالمعنى: إنما أرسلنا المرسلين لهذا لا لما يقترح عليهم من الآيات، وإنما يأتون من الآيات بما تظهر معه براهينهم وصدقهم. وقوله: (فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون). تقدم القول فيه. قوله تعالى: والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون [49] قوله تعالى: (والذين كذبوا بآياتنا) أي بالقرآن والمعجزات. وقيل: بمحمد عليه الصلاة والسلام. (يمسهم العذاب) أي يصيبهم (بما كانوا يفسقون) أي يكفرون. قوله تعالى: قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلى قل هل يستوى الأعمى والبصير أفلا تتفكرون [50]
[1] راجع ج 16 ص 222. [2] راجع ج 14 ص 62. [3] راجع ج 7 ص 253.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 6 صفحه : 429