نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 4 صفحه : 166
هذه الزيادة من القرآن، إذ لم يكتبها في مصحفه الذي هو إمام المسلمين، وإنما ذكرها واعظا بها ومؤكدا ما تقدمها من كلام رب العالمين جل وعلا. قوله تعالى: ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم. يعني اليهود والنصارى في قول جمهور المفسرين. وقال بعضهم: هم المبتدعة من هذه الأمة. وقال أبو أمامة: هم الحرورية، وتلا الآية. وقال جابر بن عبد الله: (الذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات " اليهود والنصارى. " جاءهم " مذكر على الجمع، وجاءتهم على الجماعة. قوله تعالى: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون [106] وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خلدون [107] فيه ثلاث مسائل: الأولى - قوله تعالى: (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) يعني يوم القيامة حين يبعثون من قبورهم تكون وجوه المؤمنين مبيضة ووجوه الكافرين مسودة. ويقال: إن ذلك عند قراءة الكتاب، إذ قرأ المؤمن كتابه فرأى في كتابه حسناته استبشر وأبيض وجهه، وإذا قرأ الكافر والمنافق كتابه فرأى فيه سيئاته اسود وجهه. ويقال: إن ذلك عند الميزان إذا رجحت حسناته أبيض وجهه، وإذا رجحت سيئاته اسود وجهه. ويقال: ذلك عند قوله تعالى: " وامتازوا اليوم أيها المجرمون " [يس: 59] [1]. ويقال: إذا كان يوم القيامة يؤمر كل فريق بأن يجتمع إلى معبوده، فإذا انتهوا إليه حزنوا واسودت وجوههم، فيبقى المؤمنون وأهل الكتاب والمنافقون، فيقول الله تعالى للمؤمنين: " من ربكم "؟ فيقولون: ربنا الله عز وجل فيقول لهم: " أتعرفونه إذا رأيتموه ". فيقولون: سبحانه! إذا اعترف عرفناه. [2] فيرونه كما شاء الله.
[1] راجع ج 15 ص 46. [2] هذه عبارة ابن الأثير، أي إذا وصف نفسه بصفة تحققه بها عرفناه في ب: إذا عرفناه، وفى ه: إذا عرفناه. وفى د: إذا رأيناه عرفناه.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 4 صفحه : 166