responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 4  صفحه : 165
وأشفى على الشئ أشرف عليه، ومنه أشفى المريض على الموت. وما بقي منه إلا شفا أي قليل قال ابن السكيت: يقال للرجل عند موته وللقمر عند امحاقه وللشمس عند غروبها: ما بقي منه إلا شفا أي قليل. قال العجاج:
ومربإ عال لمن تشرفا * أشرفته بلا شفى أو بشفى قوله " بلا شفى " أي غابت الشمس. " أو بشفى " وقد بقيت منها بقية. وهو من ذوات الياء، وفيه لغة أنه من الواو. وقال النحاس: الأصل في شفا شفو، ولهذا يكتب بالألف ولا يمال. وقال الأخفش: لما لم تجز فيه الإمالة عرف أنه من الواو، ولأن الإمالة بين الياء، وتثنيته شفوان. قال المهدوي: وهذا تمثيل يراد به خروجهم من الكفر إلى الايمان.
قوله تعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون [104] قد مضى القول في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه السورة [1]. و " من " في قوله " منكم " للتبعيض، ومعناه أن الامرين يجب أن يكونوا علماء وليس كل الناس علماء.
وقيل: لبيان الجنس، والمعنى لتكونوا كلكم كذلك.
قلت: القول الأول أصح، فإنه يدل على أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض على الكفاية، وقد عينهم الله تعالى بقوله: " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة " [الحج: 41] [2] الآية.
وليس كل الناس مكنوا. وقرأ ابن الزبير: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم " قال أبو بكر الأنباري: وهذه الزيادة تفسير من ابن الزبير، وكلام من كلامه غلط فيه بعض الناقلين [3] فألحقه بألفاظ القرآن، يدل على صحة ما أصف الحديث الذي حدثنيه أبي حدثنا [حسن] [4] بن عرفة حدثنا وكيع عن أبي عاصم عن أبي عون [4] عن صبيح قال: سمعت عثمان بن عفان يقرأ " ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم " فما يشك عاقل في أن عثمان لا يعتقد [5]


[1] راجع ص 46.
[2] راجع ج 12 ص 72.
[3] في ه‌: الغافلين.
[4] في ب، د، ه‌ وفيها: أبي عوف.
[5] في ب، د، ه‌: لا يعتد.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 4  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست