نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 20 صفحه : 211
تقدم. وقال الضحاك عن ابن عباس: " فذلك الذي يدع اليتيم " أي يدفعه عن حقه. قتادة: يقهره ويظلمه. والمعنى متقارب. وقد تقدم في سورة " النساء " [1] أنهم كانوا لا يورثون النساء ولا الصغار، ويقولون: إنما يحوز المال من يطعن بالسنان، ويضرب بالحسام. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [من ضم يتيما من المسلمين حتى يستغني فقد وجبت له الجنة]. وقد مضى هذا المعنى في غير موضع [2]. الثانية - قوله تعالى: (ولا يحض على طعام المسكين) أي لا يأمر به، من أجل بخله وتكذيبه بالجزاء. وهو مثل قوله تعالى في سورة الحاقة: " ولا يحض على طعام المسكين " [3] [الحاقة: 34] وقد تقدم. وليس الذم عاما حتى يتناول من تركه عجزا، ولكنهم كانوا يبخلون ويعتذرون لأنفسهم، ويقولون: " أنطعم من لو يشاء الله أطعمه " [4] [يس: 47]، فنزلت هذه الآية فيهم، وتوجه الذم إليهم. فيكون معنى الكلام: لا يفعلونه إن قدروا، ولا يحثون عليه إن عسروا. الثالثة - قوله تعالى: (فويل للمصلين) أي عذاب لهم. وقد تقدم في غير موضع. [5]. (الذين هم عن صلاتهم ساهون)، فروى الضحاك عن ابن عباس قال: هو المصلي الذي إن صلى لم يرج لها ثوابا، وإن تركها لم يخش عليها عقابا. وعنه أيضا: الذين يؤخرونها عن أوقاتها. وكذا روى المغيرة عن إبراهيم، قال: ساهون بإضاعة الوقت. وعن أبي العالية: لا يصلونها لمواقيتها، ولا يتمون ركوعها ولا سجودها. قلت: ويدل على هذا قوله تعالى: " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة " [مريم: 59] حسب ما تقدم بيانه في سورة " مريم " [6] عليها السلام. وروى عن إبراهيم أيضا: أنه الذي إذا سجد قام برأسه هكذا ملتفتا. وقال قطرب: هو ألا يقرأ ولا يذكر الله. وفي قراءة عبد الله " الذين هم عن صلاتهم لاهون ". وقال سعد بن أبي وقاص: قال النبي صلى الله عليه وسلم [في قوله]:
[1] راجع ج 5 ص 46. [2] راجع ج 2 ص 14 طبعة ثانية. [3] آية 34 راجع ج 18 ص 272. [4] آية 47 سورة يس. [5] راجع ج 2 ص 7 طبعة ثانية. [6] راجع ج 11 ص 121
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 20 صفحه : 211