نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 20 صفحه : 210
تفسير سورة " الماعون " وهي مكية في قول عطاء وجابر وأحد قولي ابن عباس. ومدنية في قول له آخر وهو قول قتادة وغيره. وهي سبع آيات. بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: أرأيت الذي يكذب بالدين [1] فذلك الذي يدع اليتيم [2] ولا يحض على طعام المسكين [3] فويل للمصلين [4] الذين هم عن صلاتهم ساهون [5] الذين هم يراءون [6] ويمنعون الماعون [7] فيه ست مسائل: الأولى - قوله تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين) أي بالجزاء والحساب في الآخرة، وقد تقدم في " الفاتحة ". و " أرأيت " بإثبات الهمزة الثانية، إذ لا يقال [1] في أرأيت: ريت، ولكن ألف الاستفهام سهلت الهمزة ألفا، ذكره الزجاج. وفي الكلام حذف، والمعنى: أرأيت الذي يكذب بالدين: أمصيب هو أم مخطئ. واختلف فيمن نزل هذا فيه، فذكر أبو صالح عن ابن عباس قال: نزلت في العاص بن وائل السهمي، وقاله الكلبي ومقاتل. وروى الضحاك عنه قال: نزلت في رجل من المنافقين. وقال السدي: نزلت في الوليد ابن المغيرة. وقيل في أبي جهل. الضحاك: في عمرو بن عائذ. قال ابن جريج: نزلت في أبي سفيان، وكان ينحر في كل أسبوع جزورا، فطلب منه يتيم شيئا، فقرعه بعصاه، فأنزل الله هذه السورة. و " يدع " أي يدفع، كما قال: " يدعون إلى نار جهنم دعا " [2] [الطور: 13] وقد
[1] راجع ج 1 ص 143. [2] آية 13 سورة الطور. راجع ج 17 ص 64
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 20 صفحه : 210