responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 18  صفحه : 193
قوله تعالى: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزوجا خيرا منكن مسلمت مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا 5 قوله تعالى: (عسى ربه إن طلقكن) قد تقدم في الصحيح أن هذه الآية نزلت على لسان عمر رضي الله عنه. [1] ثم قيل: كل " عسى " في القرآن واجب إلا هذا. وقيل:
هو واجب ولكن الله عز وجل علقه بشرط وهو التطليق ولم يطلقهن. (أن يبدله أزواجا خيرا منكن) لأنكن لو كنتن خيرا منهن ما طلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال معناه السدي. وقيل: هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، لو طلقهن في الدنيا أن يزوجه في الدنيا نساء خيرا منهن. وقرئ " أن يبدله " بالتشديد والتخفيف. والتبديل والابدال بمعنى، كالتنزيل والانزال. والله كان عالما بأنه كان لا يطلقهن، ولكن أخبر عن قدرته، على أنه إن طلقهن أبدله خيرا منهن تخويفا لهن. وهو كقوله تعالى: " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم " [2] [محمد: 38]. وهو إخبار عن القدرة وتخويف لهم، لا أن في الوجود من هو خير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: (مسلمات) يعني مخلصات، قاله سعيد بن جبير. وقيل: معناه مسلمات لأمر الله تعالى وأمر رسوله. (مؤمنات) مصدقات بما أمرن به ونهين عنه.
(قانتات) مطيعات. والقنوت: الطاعة. وقد تقدم. [3] (تائبات) أي من ذنوبهن، قاله السدي. وقيل: راجعات إلى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم تاركات لمحاب أنفسهن.
(عابدات) أي كثيرات العبادة لله تعالى. وقال ابن عباس: كل عبادة في القرآن فهو التوحيد. (سائحات) صائبات، قاله ابن عباس والحسن وابن جبير. وقال زيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن ويمان: مهاجرات. قال زيد: وليس في أمة محمد صلى الله عليه وسلم


[1] راجع ص 191 من هذا الجزء.
[2] راجع ج 16 ص 258
[3] راجع ج 2 ص 86 وج‌ 3 ص 213


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 18  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست