responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 15  صفحه : 362
قلت: قد روي عن مالك جواز المصافحة وعليها جماعة من العلماء. وقد مضى ذلك في " يوسف " [1] وذكرنا هناك حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلمين يلتقيان فيأخذ أحدهما بيد صاحبه مودة بينهما ونصيحة إلا ألقيت ذنوبهما بينهما ".
قوله تعالى: " فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم " أي قريب صديق.
قال مقاتل: نزلت في أبي سفيان بن حرب، كان مؤذيا للنبي صلى الله عليه وسلم، فصار له وليا بعد أن كان عدوا بالمصاهرة التي وقعت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم فصار وليا في الإسلام حميما بالقرابة. وقيل: هذه الآية نزلت في أبي جهل بن هشام، كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره الله تعالى بالصبر عليه والصفح عنه، ذكره الماوردي.
والأول ذكره الثعلبي والقشيري وهو أظهر، لقوله تعالى: " فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ". وقيل: كان هذا قبل الأمر بالقتال. قال ابن عباس: أمره الله تعالى في هذه الآية بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعل الناس ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم. وروي أن رجلا شتم قنبرا مولى علي ابن أبي طالب فناداه علي يا قنبر دع شاتمك، وآله عنه ترضي الرحمن وتسخط الشيطان، وتعاقب شاتمك، فما عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه. وأنشدوا:
وللكف عن شتم اللئيم تكرما * أضر له من شتمه حين يشتم وقال آخر:
وما شئ أحب إلى سفيه * إذا سب الكريم من الجواب متاركة السفيه بلا جواب * أشد على السفيه من السباب وقال محمود الوراق [2]:
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب * وإن كثرت منه لدي الجرائم فما الناس إلا واحد من ثلاثة * شريف ومشرف ومثل مقاوم


[1] راجع ج 9 ص 266 طبعة أولى أو ثانية.
[2] الأبيات التالية معزوة في كتاب " أدب الدنيا والدين " ص 252 طبع وزارة المعارف إلى الخليل بن أحمد


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 15  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست