نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 13 صفحه : 133
من المخرجين) أي من بلدنا وقريتنا. (قال إني لعملكم) يعني اللواط (من القالين) أي المبغضين والقلى البغض، قليته أقليه قلى وقلاء. قال [1]: * فلست بمقلي الخلال ولا قالي * وقال آخر [2]: عليك السلام لا مللت قريبة * ومالك عندي إن نأيت قلاء (رب نجني وأهلي مما يعملون) أي من عذاب عملهم. دعا الله لما أيس من إيمانهم ألا يصيبه من عذابهم. قال تعالى: (فنجيناه وأهله أجمعين) ولم يكن إلا ابنتاه على ما تقدم في " هود ". (إلا عجوزا في الغابرين) روى سعيد عن قتادة قال: غبرت في عذاب الله عز وجل أي بقيت. وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى من الباقين في الهرم أي بقيت حتى هرمت. قال النحاس: يقال للذاهب غابر والباقي غابر كما قال [3]: لا تكسع الشول بأغبارها * إنك لا تدري من الناتج وكما قال [2]: فما ونى محمد مذ إن غفر * له الاله ما مضى وما غبر أي ما بقي. والاغبار بقيات الألبان. (ثم دمرنا الآخرين) أي أهلكناهم بالخسف والحصب، قال مقاتل: خسف الله بقوم لوط وأرسل الحجارة على من كان خارجا من القرية. (وأمطرنا عليهم مطرا) يعني الحجارة (فساء مطر المنذرين). وقيل: إن جبريل خسف بقريتهم وجعل عاليها سافلها، ثم أتبعها الله بالحجارة. (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) لم يكن فيها مؤمن إلا بيت لوط وابنتاه.
[1] هو امرؤ القيس، وصدر البيت: * صرفت الهوى عنهن من خشية الردى * [2] هو الحرث بن حلزة، وكسع الناقة بغبرها وترك في ضرعها بقية من اللبن. وبعده: واحلب لأضيافك ألبانها * فإن شر اللبن الوالج يقول: لا تغزر إبلك تطلب بذلك قوة نسلها، واحلبها لأضيافك، فلعل عدوا يغير عليها فيكون نتاجها له دونك. [3] هو العجاج.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 13 صفحه : 133