responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 11  صفحه : 79
الثالثة - قوله تعالى: " من ورائي " قرأ ابن كثير بالمد والهمز وفتح الياء. وعنه أنه قرأ أيضا مقصورا مفتوح الياء مثل عصاي. الباقون بالهمز والمد وسكون الياء. والقراء على قراءة " خفت " مثل نمت إلا ما ذكرنا عن عثمان. وهي قراءة شاذة بعيدة جدا، حتى زعم بعض العلماء أنها لا تجوز. قال كيف يقول: خفت الموالي من بعدي أي من بعد موتي وهو حي؟!. النحاس: والتأويل لها ألا يعني بقوله: " من ورائي " أي من بعد موتى، ولكن من ورائي في ذلك الوقت، وهذا أيضا بعيد يحتاج إلى دليل أنهم خفوا في ذلك الوقت وقلوا، وقد أخبر الله تعالى بما يدل على الكثرة حين قالوا " أيهم يكفل مريم " [1]. ابن عطية " من ورائي " من بعدي في الزمن، فهو الوراء على ما تقدم في " الكهف " [2].
الرابعة - قوله تعالى: " وكانت امرأتي عاقرا " امرأته هي إيشاع بنت فاقوذا ابن قبيل، وهي أخت حنة بنت فاقوذا، قاله الطبري. وحنة هي أم مريم حسب ما تقدم في " آل عمران " [1] بيانه. وقال القتبي: امرأة زكريا هي إيشاع بنت عمران، فعلى هذا القول يكون يحيى ابن خالة عيسى عليهما السلام على الحقيقة. وعلى القول الآخر يكون ابن خالة أمه. وفي حديث الاسراء قال عليه الصلاة والسلام: (فلقيت ابني الخالة يحيى وعيسى)
شاهدا للقول الأول [3]. والله أعلم. والعاقر التي لا تلد لكبر سنها، وقد مضى بيانه في " آل عمران ".
والعاقر من النساء أيضا التي لا تلد من غير كبر. ومنه قوله تعالى: " ويجعل من يشاء عقيما " [4] [الشورى: 50]. وكذلك العاقر من الرجال، ومنه قول عامر بن الطفيل:
لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا * جبانا فما عذري لدى كل محضر الخامسة - قوله تعالى: " فهب لي من لدنك وليا " سؤال ودعاء. ولم يصرح بولد لما علم من حاله وبعده عنه بسبب المرأة. قال قتادة: جرى له هذا الامر وهو ابن بضع وسبعين سنة. مقاتل: خمس وتسعين سنة، وهو أشبه، فقد كان غلب على ظنه انه لا يولد له لكبره، ولذلك قال: " وقد بلغت من الكبر عتيا ". وقالت طائفة: بل طلب الولد،


[1] راجع ج 4 ص 85 وص 79.
[2] راجع ص 34 وما بعدها من هذا الجزء.
[3] المراد بالقول الأول هنا قول القتبي.
[4] راجع ج 16 ص 48.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 11  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست