responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 11  صفحه : 307
القوم الذين كذبوا بآياتنا) قال أبو عبيدة: " من " بمعنى على. وقيل: المعنى فانتقمنا له " من القوم الذين كذبوا بآياتنا ". " فأغرقناهم أجمعين " أي الصغير منهم والكبير.
قوله تعالى: وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين [78] ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين [79] فيه ست وعشرون مسألة:
الأولى - قوله تعالى: (وداوود وسليمان إذ يحكمان) أي واذكرهما إذ يحكمان، ولم يرد بقوله " إذ يحكمان " الاجتماع في الحكم وإن جمعهما في القول، فإن حكمين على حكم واحد لا يجوز. وإنما حكم كل واحد منهما على انفراده، وكان سليمان الفاهم لها بتفهيم الله تعالى إياه: " في الحرث " اختلف فيه على قولين: فقيل: كان زرعا، قاله قتادة. وقيل:
كرما نبتت عناقيده، قال ابن مسعود وشريح [1]. و " الحرث " يقال فيهما، وهو في الزرع أبعد من الاستعارة.
الثانية - قوله تعالى: (إذ نفشت فيه غنم القوم) أي رعت فيه ليلا، والنفش الرعي بالليل. يقال: نفشت بالليل، وهملت بالنهار، إذا رعت بلا راع. وأنفشها صاحبها.
وإبل نفاش. وفي حديث عبد الله بن عمرو: الحبة في الجنة مثل كرش البعير يبيت نافشا، أي راعيا، حكاه الهروي. وقال ابن سيده: لا يقال الهمل في الغنم وإنما هو في الإبل:
الثالثة - قوله تعالى: (وكنا لحكمهم شاهدين) دليل على أن أقل الجمع اثنان وقيل: المراد الحاكمان والمحكوم عليه، فلذلك قال " لحكمهم ".
الرابعة - قوله تعالى: (ففهمناها سليمان) أي فهمناه القضية والحكومة، فكنى عنها إذ سبق ما يدل عليها. وفضل حكم سليمان حكم أبيه في أنه أحرز أن يبقي [ملك] [2] كل واحد منهما على متاعه وتبقى نفسه طيبة بذلك، وذلك أن داود عليه السلام رأى أن يدفع الغنم إلى صاحب الحرث. وقالت فرقة: بل دفع الغنم إلى صاحب الحرث، والحرث إلى صاحب الغنم.


[1] في ك: سعيد.
[2] من ب و ج وز وط وى.


نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 11  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست