نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 11 صفحه : 306
قوله تعالى: ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين [74] وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين [75] قوله تعالى: (ولوطا آتيناه حكما وعلما) " لوطا " منصوب بفعل مضمر دل عليه الثاني، أي وآتينا لوط آتيناه. وقيل: أي واذكر لوطا. والحكم النبوة، والعلم المعرفة بأمر الدين وما يقع به الحكم بين الخصوم. وقيل: " علما " فهما، والمعنى واحد. (ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث) يريد سدوم. ابن عباس: كانت سبع قرى، قلب جبريل عليه السلام ستة وأبقي واحدة للوط وعياله، وهي زغر التي فيها الثمر من كورة فلسطين إلى حد الشراة [1]، ولها قرى كثيرة إلى حد بحر الحجاز [2]. وفي الخبائث التي كانوا يعملونها قولان: أحدهما: اللواط على ما تقدم. والثاني: الضراط، أي كانوا يتضارطون في ناديهم ومجالسهم. وقيل: الضراط وخذف [2] الحصي وسيأتي. (إنهم كانوا قوم سوء فاسقين) أي خارجين عن طاعة الله، والفسوق الخروج وقد تقدم. (وأدخلناه في رحمتنا) أي في النبوة. وقيل: في الاسلام. وقيل: الجنة. وقيل: عنى بالرحمة إنجاءه من قومه (إنه من الصالحين). قوله تعالى: ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم [76] ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين [77] قوله تعالى: (ونوحا إذ نادى من قبل) أي واذكر نوحا إذ نادى، أي دعا. " من قبل " أي من قبل إبراهيم ولوط على قومه، وهو قوله: " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا " [4] [نوح: 26] وقال لما كذبوه: " أني مغلوب فانتصر " [5] [القمر: 10]. (فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم) أي من الغرق. والكرب الغم الشديد " وأهله " أي المؤمنين منهم. (ونصرناه من
[1] كذا في ب وز وك. وهو الأشبه. والشراة جبل بنجد لطيئ. وفي ا و ج وط: السراة بالمهملة: جبل من عرفات إلى حد نجران. [2] في ك: نجد بالحجاز. [3] كذا في ك: وفي ب و ج وز وط: حذف. بالمهملة. [4] راجع ج 18 ص 312. [5] راجع ج 17 ص 131.
نام کتاب : تفسير القرطبي نویسنده : القرطبي، شمس الدين جلد : 11 صفحه : 306